أن عائشة لم تنف الرؤية عنه بحديث عنه، صلى الله تعالى عليه وسلم، ولو كان معها حديث لذكرته وإنما اعتمدت على الاستنباط، والجواب عن احتجاجها بقوله لا تدركه الأبصار إن الإدراك هو الإحاطة والله تعالى لا تحيط به الأبصار ولا يلزم من نفي الإحاطة نفي الرؤية انتهى. انظر الريان. وللمقري:
(وقد رءا خير الورى الديانا ... ليلة إسراء به عيانا)
(في المذهب المصحح المشهور ... وهو الذي ينمي إلى الجمهور)
وقال ابن سلطان والراجح كما قال النووي عند أكثر العلماء أنه رآه بعيني رأسه وإثبات هذا ليس إلا بالسماع منه، صلى الله تعالى عليه وسلم، وهو مما لا شك فيه وإنكار عائشة وقوعها لم يكن لحديث روته واحتجت بقوله تعالى {لا تدركه الأبصار}، وقلنا الإدراك الإحاطة ولا يلزم من نفيها نفي الرؤية انتهى. وأما تكليمه تعالى له فحكى عن الأشعري وقوم من المتكلمين أنه كلمة وعزا بعضهم هذا القول إلى جعفر بن محمد وابن مسعود وابن عباس انظر الخازن نقله الريان وفي حديث المعراج الذي في الشفا في تعليمه عليه السلام الأذان فقيل من وراء الحجاب، صدق عبدي أنا أكبر قال عياض ظاهره أنه سمع في هذا الموطن كلام الله ولكن من وراء حجاب، كما قال تعالى وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحياً أو من وراء حجاب، أي وهو أي البشر لا يراه أي الحق سبحانه حجب بصره عن رؤيته تعالى انتهى.
وقال ابن سلطان والمراد بقوله من وراء حجاب أن يكون البشر من وراء حجاب البشرية المانعة من شهود الذات الصمدية بل يسمعه ولا يراه كما كلم موسى عليه السلام وليس المراد أن هناك حجاباً يفصل موضعاً عن موشع ويدل على تحديد المحجوب وإنما هو بمنزلة ما يسمع من وراء الحجاب حيث لم ير المتكلم والله تعالى أعلم. وبهذا يؤول الإشكال من إيهام سماع كلامه تعالى في الحديث المتقدم من جهة محصورة انتهى. وبعضه بالمعنى وروى أحمد عن معاذ أنه عليه السلام قال إني قمت من الليل فصليت ما قدر لي فنعست، وفي رواية فوضعت جنبي فإذا أنا