للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يسقم أو يهرم ويموت، وأختي أي في الإسلام، وأراد بقوله فعله كبيرهم التبكيت بدليل إن كانوا ينطقون. والحكمة في الإتيان لمن ذكر قبله عليه السلام إظهار عظم جاهه عند الله إذ لو أتوه أول مرة لما ظهر أن غيره لا يشفع انتهى.

وفي الصحيحين لكي نبي دعوة أي عامة يدعو بها واختباة دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة أي أعلم أنها تستجاب لهم ويبلغ فيها مرغوبهم وإلا فكم لكل منهم من دعوة مستجابة، ولنبينا، صلى الله تعالى عليه وسلم، منها ما لا يعد، لكن حالهم في باقي دعواتهم عند الدعاء بها بين الرجاء والخوف وضمنت لهم دعوة فيما شاءوا يدعون بها على يقين من الإجابة وفي رواية في الصحيحين فتعجل كل نبي دعوته أي طلب حصولها في الدنيا وإني ادخرت شفاعتي لأمتي في العقبى فإنها أعم وأبقى زاد مسلم فهي نائلة إن شاء الله تعالى. من مات لا يشرك بالله شيئاً. اللهم يا أرحم الراحمين اجعلنا ممن تناله شفاعته، صلى الله تعالى عليه وسلم، اللهم شفعه فينا بجاهه عندك. (وبالرؤية والكلام) يعني أنه، صلى الله تعالى عليه وسلم، أعطاه الله تعالى ليلة المعراج رؤيته بلا مكان ولا مقابلة، ولا جهة للمرءى تعالى عن ذلك، وكلمه مباشرة بلا واسطة ملك، أما رؤيته له فقال بها ابن عباس وأنس وعكرمة وكان الحسن يحلف لقد رءا محمد ربه وقال الخازن روي عن ابن عباس أنه رآه بعينه ومثله عن أبي ذر وكعب والحسن وكان يحلف على ذلك وحكي مثله عن ابن مسعود وأبي هريرة وأحمد بن حنبل وحكي عن أبي الحسن الأشعري وجمع من أصحابه أنه رآه وأنكرته عائشة وجاء مثله عن أبي هريرة وهو المشهور عن ابن مسعود ثم قال الخازن والحجج وإن كانت كثيرة فإنا لا نتمسك إلا بالأقوى وهو حديث ابن عباس، قال الشيخ محيى الدين والراجح عند أكثر العلماء أنه، صلى الله تعالى عليه وسلم، رءا ربه عز وجل يعني بعيني رأسه ليلة الإسراء لحديث ابن عباس وغيره وإثبات هذا لا يأخذونه إلا بالسماع عن رسول الله، صلى الله تعالى عليه وسلم، هذا مما لا ينبغي أن يتشكك فيه، ثم

<<  <  ج: ص:  >  >>