عسفان بثمانية أميال والكراع بضم الكاف وخفة الراء وعين مهملة جبل أسو بطرف الحرة ممتد إليه، والكراع ما سال من أنف الجبل وطرف كل شيء قاله في النور انتهى.
وفي الكلاعي أنه لما نزل عسفان بعث فارسين من أصحابه حتى بلغا كراع الغميم ثم كرا وراح رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قافلا وهو يقول حين وجد راجعا أئبون تائبون عابدون بربنا حامدون وأعوذ بالله من وعثاء السفر وكأبة المنقلب وسوء المنظر في الأهل والمال انتهى.
وقوله بعث فارسين يمكن الجمع بينه وبين ما تقدم كما في الزرقاني بأنه بعثهما ثم بعث أبا بكر في العشرة أو عكسه وقوله أئبون بعد الهمزة أي نحن راجعون إلى الله وقوله لربنا متعلق بالصفات الثلاث قبله على طريق التنازع وكذا يتعلق بما بعده ووعثاء بمثله أي مشقة والكآبة: الحزن، وغاب صلى الله تعالى عليه وسلم عن المدينة أربع عشرة ليلة ثم بعد غزوة بني لحيان غزوة ذي قرد بفتح القاف والراء قاله في المواهب زاد الحافظ وحكي الضم فيهما وحكي ضم أوله وفتح ثانية قاله الزرقاني وآخره دال مهملة وهو ماء على نحو بريد من المدينة مما يلي بلاد غطفان قاله السهيلي، والقرد لغة الصوف وتسمى أيضا غزوة الغابة بغين معجمة فألف فموحدة وهو شجر لاحتطاب الناس ومنافعهم على بريد من المدينة وهو بعد مجتمع الأسيال وأضيفت الغزوة إليها لكون اللقاح التي أغار عليها عينية بن حصن فيها فخرج صلى الله تعالى عليه وسلم في أثره كانت عند الغابة ويأتي الكلام عليها إن شاء الله تعالى مع ذكر الغارة التي هي سببها عند ذكر الناظم لها.
وقوله بني المصطلق مراده به انه صلى الله تعالى عليه وسلم قاتل في غزوة بني المصطلق أي وقع فيها قتال من أصحابه وهو معهم وتسمى غزوة بني المصطلق بضم الميم وسكون الصاد وفتح الطاء المهملتين وكسر اللام فقاف لقب بذلك لحسن صوته وارتفاعه من الصلق وهو رفع