المطلب يابن شيد قومه، أنتم أهل حرم الله تفكون العاني وتعظمون الأسير جئنا فى ولدنا عبدك فامنن علينا واحسن فى قدائه فإنا سنرفع لك. فقال أو غير ذلك ادعوه فخيروه فإن اختارم فهو لكم بغير فداء وإن اختارني فوالله ما أنا بالذي اختار على من اختارني فداء. قالوا زدتنا على النصف. فدعاه فخيره صلى الله تعالى عليه وسلم بين أن يدفعه لهما أو يبقى عنده، فقال ما أنا بالذس أختار عليك أحدا. أنت مني بمكان الأب والعم. فقالا ويحك يا زيد أتختار العبودية على الحرية وعلى أبيك وعمك؟ قال نعم. فقال عليه السلام أشهدوا ان زيد ابني أرثه ويرثني. فطابت نفس أبيه وعمه فانصرفا فدعي زيد بن محمد حتى جاء الإسلام.
وعند إسحاق فلم يزل عنده حتى بعثه الله فصدقه فاتفق ابن الكلبي وابن إسحاق على أن هذه القصة كانت قبل البعثة وبه جزم فى الروض وروى ابن مندة أنه عليه السلام دعا حارثة إلى الإسلام قال فأسلم وهو غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. قال الزرقاني ولم أر لحارثة ذكرا بإسلام إلا من هذا الوجه فإن صح فهذه قدمة ثانية قدمها بعد البعثة لتفقد فهداه الله فأسلم بدليا ذكرهم له فى الصحابة وأورده فى الإصابة في القسم الأول.
وروى الترمذي من حديث جبلة بفتح الجيم والموحدة الصحابي بن حارثة وهو أخو زيد وأكير منه سنا قال أتيت النبي صلى الله تعالى عليه وسلم فقلت أرسل معي أخي زيدا فقال ها هو ذا بين يديك ان ذهب فلست أمنغه فقال يا رسول الله لا أختار عليك أحدا. قال جبلة فوجدت قول أخي خيرا من قولي انتهى من المواهب وشرحها.
وفي الكلاعي أن أباه لما فقده بكى عليه فقال:
(بكيت على زيد ولم أدر ما فعل ... أحي فيرجى أم أتى دونه الأجل)