(والله ما أدري وإني لسائل ... أغالك بعدي السهل أم غالك الجبل)
(ويا ليت شعري هل لك الدهر أوبة ... فحسبي من الدنيا رجوعك لي يحل)
(تذكرينه الشمس عند طلوعها ... وتعرض ذكراه إذا قرصها أفل)
(وإن هبت الأرواح هيجن ذكره ... فيا طول ما حزني عليه وما وجل)
(سأعمل نص العيس فى الأرض جاهدا ... ولا أسأم التطواف أو تسأم الابل)
(حياتي أو تاتي علي منيتي ... فكل امرئ فان وإن غره الأمل)
انتهى. وغاله أهلكه والأوبة الرجوع، وقوله يحل أي يحلي أي كفاني، فهو بمعنى حسبي، وتعرض بفتح التاء وكسر الراء أي تاتي، وأقل سقط، وقوله وما وجل أي ما وجلي أي فزعي، وما زائدة ونص العيس أقصى ما عندها من السير، وقوله أو تسأم الابل بنصب تسأم أي حتى تسأم.
قاله كاتبه عفا الله تعالى عنه بمنه.
ولما تبنى عليه السلام زيدا زوجه مولاته أم أيمن واسمها بركة بالتحريك فولدت له أسامة قبل البهثة بثلاث سنين كما لابن سعد أو لخمس كما لابن أبي خثيمة ثم زوجه عليه السلام زينب جحش فلما طلقها أي زيد، زوجة أم كلثوم بنت عقبة وتوفي عليه السلام ولأسامة عشرون سنة، وكان أسامة مولى لأن أبويه معا منهم:(ثوبان عطف على زيد بحذف العاطف)، يعنى أن ثوبان رضي الله تعالى عنه من مواليه عليه السلام، وهو ابن بجدد بضم الموحدة وسكون الجيم ومهملتين أولاهما مضمومة ويقال أنه عربي من سعد بن حمير اشتراه ثم اعتقه صلى الله تعالى عليه وسلم وخيره ان يرجع إلى قومه أو يقيم عنده فأقام على ولائه ولازمه صلى الله تعالى عليه وسلم فلم يفارقه حضرا ولا سفرا إلى أن كات عليه السلام ثم تحول إلى حمص ومات به سنة أربع وخمسين وروى أبو دواد أنه عليه السلام قال من يتكفل لى أن لا يسأل الناس وأتكفل له بالجنة، فقال ثوبان أنا. فكان لا يسأل أحدا شيئا قال العلامة الزرقاني ويكنى ثوابان أبا عبد الله كما فى المناوي. (أنسة)