صددناك عن البيوت وما قاتلناك ولكن اكتب محمد بن عبد الله، فقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم والله إني لرسول الله وإن كذبتموني، اكتب محمد بن عبد الله، ووقع الصلح على أن من أتى محمدا من قريش بغير اذن وليه رده عليهم، ومن جاء قريشا ممن مع محمد لم يردوه إليه، وإن بيننا عيبة مكفوفة أي صدورا منطوية على ما فيها لا تبدي عداوة وإنه لا إسلال بكسر الهمزة وهو السرقة والخلسة ولا إغلال أي لا خيانة مصدر أغل أي خان، أما ما في الغنية فغل بغير ألف وأنه من أحب أن يدخل في عقد محمد وعهده دخل فيه، ومن أحب أن يدحل في عقد قريش دخل فيه، فقالت خزاعة نحن في عقد محمد، وقالت بنو بكر نحن في عقد قريش وانك ترجع عنا عامك هذا فلا تدخل علينا مكة وإنه إذا كان عام قابل خرجنا عنها فتدخلها بأصحابك، فأقمت فيها ثلاثا معك سلاح الراكب السيوف في القرب لا تدخلها بغيرها. والحكمة في موافقته عليه السلام لسهيل على أن من أتي من قريش يرد إليهم وإن كان مسلما كما قال العلماء هي ما ظهر فيه من المصلحة الباهرة والفوائد المتكاثرة التي علمها رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وخفيت على غيره التي كان عاقبتها فتح مكة وإسلام أهلها كلهم ودخول الناس في دين الله أفواجا وذلك انه قبل الصلح لم يكونوا يختلطون بالمسلمين ولا يخلون بمن يعلمهم بأموره عليه السلام مفصلة، فلما حصل الصلح اختلطوا بالمسلمين وجاء وهم بالمدينة وذهب المسلمون الى مكة وخلوا بأهلهم وأصدقائهم من الكفار وسمعوا منهم معجزاته عليه السلام الباهرة وأعلام نبوؤته المتظاهرة فمالت نفوسهم إلى الإيمان حتى أسلم منهم خلق فيما بين الصلح والفتح، منهم خالد بن الوليد وعمرو بن العاصي رضي الله تعالى عنهما وازداد الآخرون ميلا إلى الإسلام فأسلموا كلهم يوم الفتح وغير قريش من العرب كانوا ينتظرون بإسلامهم إسلام قريش فلما أسلم قريش أسلم العرب، قال أبو بكر رضي الله تعالى عنه ما كان فتح أعظم من صلح الحديبية لكن