وقالت له أمه الحق يا بني فقد والله أخرت. قالت عائشة فقلت لها يا أم سعد والله لوددت أن درع سعد كانت أسبغ مما هي عليه، قالت وخفت عليه أين أصاب السهم فرمى سعد بسهم قطع منه الأكحل رماه حبان بن العرقة أحد بني عامر بن لؤي فلما أصابه قال خذها وأنا ابن العرقة، قال سعد عرق الله وجهك في النار، اللهم إن كنت أبقيت من حرب قريش شيئا فابقنى لها فإنه لا قوم أحب إلى أن أجاهدهم من قوم آذوا رسولك وكذبوه وأخرجوه وإن كنت وضعت الحرب بيننا وبينهم فاجعلها لي شهادة ولا تمتني حتى تقر عيني من بني قريظة وقد أجاب الله دعاءه فلم يقم لقريش حرب بعدها وما مات حتى حكم في بني قريظة.
وعن عبد الله بن كعب بن مالك أنه كان يقول ما أصاب سعدا إلا أبو أسامة الجشمي حليف بني مخزوم والأكحل بفتح الهمزة والحاء المهملة بينهما كاف ساكنة عرق في وسط الذراع، قال الخليل هو عرق الحياة يقال أن في كل عضو منه شعبة فهو في اليد الأكحل وفي الظهر الأبهر بفتح الهمزة والهاء بينهما موحدة ساكنة وفي الفخذ النسا بفتح النون مقصورا إذا قطع لم يرقا الدم قال الأصمعي والنسا عرق من الورك إلى الكعب وابن العرقة هو جبان بن عبد مناف بن منقذ بن عمرو بن هصيص وابن عامر بن لؤي والعرقة أمه كذا قال السهيلي وقال ابن الكلبي هي أم عبد مناف جد أبيه وهو عنده حبان بن أبي قيس بن علقمة بن عبد مناف وحبان بكسر المهملة وشد الموحدة والعرقة بفتح العين المهملة وكسر الراء واسمها قلابة بنت سعيد بن سعد بن سهم تكني أم فاطمة ولقبت بذلك لطيب ريحها. انتهى ملخصا من الكلاعي والواهب وشرحها.
وفي القاموس ولبن عرق ككتف فسد طعمه عن عرق البعير المحمل عليه وحبان بن العرقة وقد تفتح الراء وهي أمه قلابة لقبت به لطيب ريحها، وهو الذي رمى سعد بن معاذ رضي الله عنه. انتهى.