مع النساء والصبيان، قالت صفية فمر بنا رجل من يهود فجعل يطيف بالحصن وقد حاربت بنو قريظة وليس بيننا وبينهم أحد يدفع عنا ورسوله الله صلى الله تعالى عليه وسلم والمسلمون في نحور عدوهم لا يستطيعون أن ينصرفوا إلينا إن أتانا آت، قالت قلت يا حسان إن هذا اليهودي كما ترى يطيف بالحصن وإني والله ما أمنه أن يدل على عورتنا من ورائنا من يهود فانزل إليه فاقتله، قال يغفر الله لك يا بنت عبد المطلب والله ولقد علمت ما أنا بصاحب هذا، فلما قال لي ذلك احتجزت ثم أخذت عمودا ثم نزلت من الحصن إليه فضربته بالعمود حتى قتلته فلما فرغت منه رجعت للحصن فقلت لحسان انزل فاسلبه فإنه لم يمنعني من سلبه إلا انه رجل، فقال ما لي بسلبه من حاجة انتهى المراد من الإكتفاء.
وفي الزرقاني أن عليا لما خرج إلى عمرو أعطاه صلى الله عليه وسلم سيفه وعممه وقال اللهم أعنه عليه لما قتله قال له عمر بن الخطاب رضي الله عنه هلا سلبته درعه؟ فإنه ليس في العرب درع خير منها؟ فقال إنه حين ضربته استقبلني بسوأته فاستحييت. وفيه عن السهيلي بعد ذكر ما مرّ عن صفية في شأن حسان فحمل هذا على أن حسان كان جبانا وأنكره بعض العلماء منهم ابن عبد البر لأنه حديث منقطع الإسناد ولو صح لهجي به حسان فإنه كان يهاجي الشعراء كضرار وابن الزبعرا وكانوا يناقضونه ويردون عليه، فما عيره أحد منهم بجبن ولا وسمه به فدل ذلك على ضعف حديث ابن إسحاق، وإن صح فلولا أنه كان معتلا ذلك اليوم بعلة تمنعه من شهود القتال ان انتهى.
وكانت عائشة رضي الله عنها يوم الخندق في حصن بني حارثة وكان من أحرز حصون المدينة وكانت معها أم سعد بن معاذ وكان ذلك قبل أن يضرب الحجاب قالت عائشة فمر سعد وعليه درع مقلصة وقد خرجت منها ذراعه كلها وفي يده حربته يرقل بها أي يسرع في نشاط وهو يقول: