وقيل على ميلين منها، والبحر يرى من أعلى هذا الجبل، وفيه من كل نبات الحجاز وشجره، وفيه شجر البان، وفي القاموس ثور جبل بمكة فيه الغار المذكور في التنزيل، ويقال له ثور أضحل واسم الجبل أضحل نزله ثور ابن عبد مناة فنسب له.
وروي أنهما لما خرجا لقيهما أبو جهل فأعماه الله عنهما، وفي حديث أنه عليه السلام لما صعد ثبيرا ناداه اهبط عني فإني أخاف أن تقتل على ظهري فأعذب، وإنما خاف ذلك لأنه لو لم يذكر ذلك مع علمه بأنه لا مكان فيه يستره كان غشًا، فناداه حراء إلي يا رسول الله، وهو مقابل ثبير مما يلي شمال الشمس وبينهما الوادي وهما على يسار السالك إلى منى، ولم يذهب إليه لسبق تعبده فيه فخشي أن يطلبوه فيه، وذهب إلى ثور دون غيره لحبه الفال الحسن، فقد قيل الأرض مستقرة على قرن الثور، فناسب استقراره فيه، وروي أن أبا بكر رضي الله تعالى عنه قال يا رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي بعثك بالحق لا تدخله حتى أدخله قبلك، فإن كان به شيء نزل بي قبلك، فدخله فجعل يلتمسه بيده فكلما رأى حجرًا قطع من ثوبه وألقمه الحجر حتى فعل ذلك بثوبه أجمع، فبقي حجر فألقمه عقبه، وفي رواية فأدخل فيه رجله إلى فخذه فجعلت الحيات والأفاعي تلسعنه فجعلت دموعه تتحدر، وفي رواية فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ووضع رأسه في حجر أبي بكر فنام، فلدغ أبو بكر في رجله من الجحر ولم يتحرك لئلا يوقظ المصطفى صلى الله عليه وسلم، فسقطت دموعه على وجه رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، فقال مالك يا أبا بكر، فقال لدغت فداك أبي وأمي، فتفل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهب ما يجده، ولأب نعيم فلما أصبح قال لأبي بكر أين ثوبك فأخبره بالذي صنع، فرفع صلى الله عليه وسلم يديه وقال:"اللهم اجعل أبا بكر معي في درجتي في الجنة"، فأوحى الله إليه قد استجبنا لك، والظاهر أنه كان عليه غيره مما يستر جميع بدنه إذ لم ينقل طلبه لغيره ممن كان يأتيهما كابنه وابن فهيرة، انتهى من الزرقاني، فلما دخل صلى الله عليه وسلم الغار هو وأبو بكر أنبت