قال مؤلفه غفر الله تعالى له ولأحبابه وها أنا إن شاء الله تعالى أذكر نظم الحافظ العراقي لوصف أم معبد بنت خالد الخزاعية به، صلى الله تعالى عليه وسلم، وأذكر ما يحتاج له من كلام شارحه المناوي قال العراقي:
تقول فيه بلسان ناعت ... أبلج وجه ظاهر الوضاءة
الخلق منه لم تعبه ثجله ... كلا ولم تزر به من صعله
أدعج الأهداب فيها وطف ... من طولها أو غطف أو عطف
والجيد فيه سطع وسيم ... والصوت فيه صحل قسيم
قوله بلسان بالتنوين وناعت صفة له، أي بلسان واصف لمحاسنه الظاهرة هو رجل أبلج وجه أي نيره مشرقه ولم ترد بلج الحاجب لأنها وصفته بالقرن الذي هو ضده والوضاءة الحسن والجمال. قال ابن عباس لم يقم مع شمس قط إلا غلب ضوءه ضوء الشمس ولم يقم مع سراج قط إلا غلب ضوؤه ضوء السراج، رواه ابن الجوزي. والخلق بفتح المعجمة وسكون اللام وتعبه بفتح الفوقية وكسر العين وثجلة بمثلثة مضمومة وجيم ساكنة وهي عظم البطن مع استرخاء أسفله والمراد لم يوجد في بدنه شيء يعاب وروي بنون مفتوحة وحاء مهملة ساكنة أي لم تعبه رقة هزال، قال القتبي ولم أسمع بالنحل أي بنون وحاء مهملة في غير هذا الموضع إلا في العطية. وقوله كلا، ردع لمن عابه بشيء من ذلك ولم تزر بضم المثناة الفوقية وسكون الزاي من الإزراء الاستحقار والاستخفاف بالشيء والصعلة بفتح الصاد وسكون العين المهملتين صغر الرأس. وكان عليه السلام عظيم الهامة وادعج شديد سواد العين والأهداب جمع هدب بضم فسكون ووطف بفتح الواو والطاء المهملة وغطف بفتح الغين المعجمة بدل الواو وهما بمعنى وهو أن يطول شعر الأجفان وينعطف. وفي رواية عطف بعين وطاء مهملتين مفتوحتين وهي بمعناهما والجيد بكسر الجيم بمعنى العنق الوارد في رواية أم معبد وسطع بمهملتين مفتوحتين أي طول ووسيم أي حسن مضيء