وفسرت في الآية بهذين وغيرهما كما في الريان للوالد رضى الله تعالى عنه والقوانس جمع قونس وهو أعلى بيضة الحديد وعبأنا هيأنا والسموم الريح الحارة واللجب الصوت والسبت بالكسر جلود البقر أو كل جلد مدبوغ أو بالقرظ انتهى من القاموس.
ثم مضى المسلمون إلى مؤتة فجاءهم من جموع العرب والروم ما لا طاقة لهم به من العدد الزائد على مائتي ألف والعدد بضم العين من السلاح والكراع بضم الكاف وهو جماعة الخيل خاصة والحرير والذهب إظهارا للشدة والقوة، بكثرة الأموال وآلات الحرب وفي هذا فرط شجاعة الصحابة وعدم مبالاتهم بأنفسهم لأنهم باعواها لله إذ أقدام ثلاثة آلاف على أكثر من مائتي ألف أصحاب حروب إنما هو لما وقر في قلوبهم:{إنا لننصر رسلنا}(الآية){وإن جندنا لهم الغالبون}، فتعبأ المسلمون فجعلوا على ميمنتهم قطبة بن قتادة العذري وعلى الميسرة عناية بن مالك الأنصاري قال في المواهب فقاتل الأمراء الثلاثة يومئذ على أرجلهم، قال الزرقاني قد يشعر تخصيصهم أن من عداهم قاتلوا على حالهم التي كانوا عليها من مشي أو ركوب فحمل اللواء زيد بن حارثة فقاتل وقاتل المسلمون معه حتى قتل طعنا بالرماح، ثم أخذ اللواء جعفر بن أبي طالب فقاتل على فرسه حتى ألحمه القتال، فنزل عن فرس له شقراء فقاتل حتى قتل وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة كما لابن هشام قال اليعمري أو أربع وثلاثين ولابن عبد البر أن سنه إحدى وأربعون ضربه رجل من الروم ضربة فقطه نصفين. وفي رواية للبخاري أيضا عن ابن عمر ووجدنا في جسده بضعا وتسعين من طعنة ورمية.
وللبخاري أيضا عن ابن عمر فعددت به خمسين بين ضربة بالسيف وطعنة برمح ليس منها شيء في دبره يعني ظهره وجمع بينهما بأن الزيادة باعتبار ما فيه من رمي السهام فإن ذلك لم يذكر في رواية أخرى.
والخمسون ليس منها شيء في دبره أي ظهره والباقي قد يكون في بقية جسده، ولا يستلزم ذلك أنه ولاهم دبره وإنما هو محمول على أن الرمي جاء من جهة قفاه أو جانبه.
وفي رواية لأبي داوود وغيره أن جعفرا عقر فرسه وعقر بفتح العين