فأرسلت عليهم ثقيف سكك الحديد المحماة بالنار فأحرقت الدبابة، فخرج المسلمون من تحتها وقد أصيبت منهم من أصيب؛ فأمر صلى الله تعالى عليه وسلم بقطع أعنابهم، ونخيلهم وتحريقها فقطعها المسلمون قطعاً ذريعاً ثم سألوه أن يدعها لله وللرحم، فقال صلى الله تعالى عليه وسلم إني أدعها لله وللرحم، أي لأن أمة آمنة أمها برة بنت عبد العزى بن قصي، وأم برة هذه أم حبيب بنت أسعد وأمها برة بنت عوف وأمها قلابة بنت الحارث وأم قلابة هند بنت يربوع من ثقيف، قاله ابن قتيبة، قاله الشيخ محمد بن عبد الباقي، ثم نادى مناديه عليه السلام أيما عبد نزل من الحصن وخرج إلينا فهو حر، قال الدمياطي فخرج منهم بضعة عشر رجلاً، المنبعث وكان اسمه المضجع، فسماه عليه السلام المنبعث عبد عثمان بن عامر والأزرق عبده كلدة بفتح فسكون ويحنس بضم التحتية وفتح المهملة، والنون المشددة والسين المهملة، والنبال عبد يسار بن مالك وأسلم بعد، فرد إليه ولاءه، وإبراهيم بن جابر عبد خرشة بفتح المعجمتين والراء بينهما ويسار عبد عثمان بن عبد الله، ونافع عبد غيلان بن سلمة فلما أسلم غيلان رد عليه الصلاة والسلام إليه ولاءه، ونافع بن مسروح ومرزوق غلام لعثمان بن عبد الله، والأزرق أبو عتبة وأبو بكرة، عبد الحارث بن كلدة بفتحتين قاله الزرقاني.
ولما أسلمت ثقيف تكلمت أشرافهم منهم الحارث بن كلدة في أوائل العبيد ليردوهم إلى الرق فقال عليه السلام أولئك عتقاء الله لا سبيل إليهم، لكنه رد ولاء بعضهم إلى ساداتهم، ثم إن خولة بنت حكيم السلمية زوجة عثمان بن مظعون قالت يا رسول الله أعطني إن فتح الله عليك الطائف حلي بادية بنت غيلان، أو حلي الفارعة بنت عقيل، وكانتا من أحلى نساء ثقيف، فقال صلى الله تعالى عليه وسلم وإن كان لم يؤذن لنا في ثقيف. وأمر عمر بن الخطاب أن يؤذن بالرحيل، فأذن بالرحيل، فضج الناس من ذلك فقالوا نرحل ولم يفتح علينا الطائف، فقال عليه السلام فاغدوا على القتال، فغدوا فأصاب المسلمين جراحات ولم يفتح