كان تغير بالحزن لفقد جعفر وإن أراد القمر نفسه فإنه حق أيضاً لأن المفهوم منه تعظيم المصاب كقوله صلى الله تعالى عليه وسلم أما أبو الجهم فلا يضع العصا عن عاتقه أراد شدة تأديب الأهل وتأفل بتثليث الفاء أي تغيب ماضيه كضرب ونصر وعلم وقوله وبجدهم روي بالحاء المهملة أيضاً أي شجاعتهم وإقدامهم.
ثم بعد مؤتة غزوة فتح مكة زادها الله تعالى تشريفاً وتعظيماً قال ابن أبي جمرة وكانت في رمضان سنة ثمان، وكان المسلمون عشرة آلاف وقال الزهري وعروة اثني عشر ألفاً انتهى المراد منه.
وقال في الاكتفاء غزوة الفتح. وأقام رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم بعد بعثه إلى مؤتة جماد الأخيرة ورجب ثم عدت بنو بكر بن عبد منات بعد كنانة بعد خزاعة انتهى المراد منه.
وقال في المواهب ممزوجاً ببعض كلام الزرقاني ثم فتح مكة زادها الله تعالى شرفاً وهو كما قال العلامة بن القيم في زاد المعاد في هدي خير العباد الفتح الأعظم الذي أعز الله به دينه ورسوله وجنده وحرمه الأمين واستنقذ به بلده وبيته الذي جعله هدى للعالمين من أيد الكفار والمشركين والإضافة للتشريف وقوله جعله هدى للعالمين أي هادياً لهم لأنه قبلتهم ومتعبدهم وهو الفتح الذي استبشر به أهل السماء وضربت أطناب عزه على مناكب الجوزاء ودخل الناس في دينه أفواجاً أي جماعات وأشرق به وجه الأرض ضياء وابتهاجاً أي سروراً، والاطناب جمع طنب بضمتين وهو حبل الخباء شبه العز بالخباء المتين وأثبت له الأطناب تخييلاً والجوزاء يقال إنها تعرض في جوز السماء أي وسطها خرج إليها رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم للتين خلتا من رمضان كما رواه أحمد بسند صحيح وهو أصح مما قال الواقدي أنه خرج لعشر ليال خلون منه وليس بقوي وروى البيهقي عن الزهري أنه صبح مكة لثلاث عشرة ليلة خلت منه وروي عن الزهري أيضاً أنه قال لا أغدري أخرج في شعبان فاستقبل رمضان أو خرج في رمضان بعدما دخل وعند مسلم أنه دخل مكة لست عشرة ولأحمد لثمان عشرة وجمع بينهما بحمل إحداهما على ما مضى والأخرى على ما بقي. وسبب خروجه نقض العهد الذي وقع في الحديبية وذلك أن الصلح وقع على أن من أحب أن