يدخل في عهده صلى الله عليه وسلم دخل فيه ومن أحب أن يدخل في عهد قريش دخل فيه، فدخلت بنو بكر في عقد قريش ودخلت خزاعة في عقده صلى الله تعالى عليه وسلم وكانت خزاعة حلفاء عبد المطلب وكان عليه السلام عارفاً بذلك وجاءته خزاعة يومئذ بكتاب عبد المطلب فقرأه عليه الصلام عارفاً بذلك وجاءته خزاعة يومئذ بكتاب عبد المطلب فقرأه عليه أبي بن كعب وهو باسمك اللهم هذا حلف عبد المطلب بن هشام لخزاعة إذا قدم عليه سرواتهم وأهل الرأي غائبهم يقر بما قاضى عليه شاهدهم أن بيننا وبينكم عهود الله وعقوده وما لا ينسى أبداً ليد واحدة والنصر واحد ما أشرف ثبير وثبت حراء وما بل بحر صوفه ولا يزداد فيما بيننا وبينكم إلا تجدداً أبد الدهر سرمدا. فقال صلى الله تعالى عليه وسلم ما أعرفني بحلفكم وأنتم على ما أسلمتم عليه من الحلف وكل حلف كان في الجاهلية فلا يزيده الإسلام إلا شدة ولا حلف في الإسلام انتهى.
والحلف المنهي عنه ما كان على الفتن والقتال والغارات والذي قواه الإسلام ما كان على نصر المظلوم وصلة الأرحام ونصرة الحق وكان بين بني بكر وخزاعة حروب في الجاهلية وذلك أن مالك بن عباد من بن الحضرمي خرج تاجراً فعدا عليه خزاعة فقتلوه وأخذوا ماله وكان حليف للأسود بن رزن بفتح الراء وكسرها فزاي ساكنة وتفتح فنون فعدت بنو بكر على خزاعي فقتلوه حمية للأسود فعدت خزاعة على بني الأسود وهم ذؤيب وسلمى بفتح السين وكلثوم فقتلوهم بعرفة عند أنصاب الحرم فبينما هم كذلك بعث رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فتشاغلوا عن ذلك فلما كانت الهدنة خرج نوفل بن معاوية وهو يومئذ قائد بني الديل من بني بكر في بني الديل حتى بيت خزاعة على ماء عندهم بأسفل مكة يقال له الوتير بفتح الواو وكسر الفوقية وسكون التحتية آخره راء قال السهيلي وهو في كلام العرب الورد الأبيض سمي به الماء فأصاب منهم رجلاً يقال له منبه وكان ضعيف الفؤاد وكان معه رجل يقال له تميم فقال له منبه يا تميم انج بنفسك فوالله إني لميت قتلوني أو تركوني لقد أنبت فؤادي فأفلت تميم وأدركوا منبهاً فقتلوه واستيقظت خزاعة فاقتتلوا فلما انتهوا إلى الحرم قالت بنو بكر يا نوفل إنا قد دخلنا الحرم إلهك إلهك، فقال كلمة عظيمة لا إله له يا بني