بكر، أصيبوا ثأركم وأمدت قريش بني بكر بالسلاح وقاتل بعضهم معهم ليلاً في خفية منهم صفوان بن أمية وعثمان بن شيبة وسهيل بن عمرو وحويط بن عبد العزاي ومكرز بن حفص، فلما دخلوا مكة لجأت خزاعة إلى دال بديل بن ورقاء الخزاعي ودخلت رؤساء قريش منازلهم وهم يظنون أنهم لا يعرفون وأن هذا لا يبلغه عليه الصلاة والسلام وأصبحت خزاعة مقتولين على باب بديل فقال سهيل لنوفل قد رأيت الذي صنعنا بك وبمن قتلت من القوم وقد حصرتهم تريد قتل من بقي وهذا ملا نطاوعك عليه فاتركهم، فتركهم، وندمت قريش على ما صنعوا وعرفوا أنه نقض للعهد.
فائدة:
الديل بكسر الدال المهملة وسكون الياء كما قاله الكسائي وأبو عبيدة وغيرهما وقال الأصمعي وسيبويه وأبو حاتم وغيرهم هو بضم الدال وكسر الهمزة وإنما فتحت في النسب كما فتحت ميم النمر في النمري ولام سلمة في السلمي فراراً من توال الكسرات وكان عيسى بن عمر ويونس وغيرهما ويكسرونها من النسب. قال الأصمعي وهو شاذ وهو الديل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة وقول الشامي بكسر الدال وسكون الهمزة وتسهيل فيه نظر لأن الذين قالوا بكسر الدال إنما قالوا بعدها تحتية لا همزة والذين همزة إنما قالوا بكسرها والدال مضمومة نقلها العلامة الزرقاني.
ولما انقضى القتال خرج عمرو بفتح العين وقيل بضمها بن سالم الخزاعي في أربعين را كباً من خزاعة فقدموا عليه صلى الله تعالى عليه وسلم يخبرونه بما أصابهم ويستنصرونه فقام صلى الله تعالى عليه وسلم وهو يجر ردائه ويقول لا نصرت إن لم أنصركم بما أنصر به نفسي. وفي المعجم الكبير عن ميمونة قالت بات عندي رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ليلة فسمعته يقول في متوضئه لبيك لبيك لبيك، ثلاثاً، نصرت نصرت نصرت ثلاثاً، فلما خرج قلت يا رسول الله سمعتك تقول في متوضئك لبيك لبيك لبيك ثلاثاً، نصرت نصرت نصرت ثلاثاً، كأنك تكلم إنساناً؟ ! فقال هذا راجز بني كعب يستصرخني