ويزعم أن قريشاً أعانت عليهم بني بكر ففي أخباره به قبل قدومه علم من أعلام النبوة وفي آخر الحديث فأقمنا ثلاثاً ثم صلى عليه السلام بالناس صبح اليوم الثالث فسم‘ت الراجز ينشده:
(يا رب إني الخ ... والرجز المذكور هو قوله:
(يا رب إني ناشد محمدا)
(حلف أبينا وابيه الأتلدا ... قد كنتم ولدا وكنا والدا)
(ثمت أسلمنا ولم ينزع يدا ... فانصر هداك الله نصرا أيدا)
(ودع عباد الله يأتوا مددا ... فيهم رسول الله قد تجردا)
(ابيض مثل البدر يسموا صعدا ... إن سيم خسفا وجهه تربدا)
(في فيلق كالبحر يجري مزبدا ... إن قريشاً أخلوك الموعدا)
(ونقضوا ميثاقك المؤكدا ... وجعلوا لي فيك داء رصدا)
(وزعموا أن لست أدعو أحدا ... وهم أذل وأقل عددا)
(هم بيتونا بالوتير هجدا ... وقتلونا ركعاً وسجدا)
يقول قتلونا وقد أسلمنا. فقال صلى الله تعالى عليه وسلم نصرت. ثم عرض عنان من السماء، فقال صلى الله تعالى عليه وسلم إن هذه السحابة لتستهل بنصر بني كعب. قاله الكلاعي والعنان بفتح المهملة ونونين بينهما ألف السحاب، قوله ناشد أي طالب ومذكر، وحلف بكسر المهملة وسكون اللام مناصرة، والأتلد أي الأقوم مما بيننا وبينه صلى الله تعالى عليه وسلم وقول الشامي أي القديم لا يناسب أفعل التفضيل وولد بضم الواو وسكون اللام لغة في ولد وذلك أن ولد بني عبد مناف أمهم من خزاعة وكذلك أم قصي وثمت حرف عطف أدخل عليها تاء التأنيث ونصراً أيدا قوياً مستمراً. وروي نصراً اعتدا بفتح المهملة وكسر الفوقية أي حاضراً مهيئاً ومدداً بفتحتين جيوشاً ينصروننا وقوله فيهم رسول الله أتى به لدفع توهم أنه يبعث سرية وتجرد روي بمهملة أي غضب وبجيم أي شمر وتهيأ لحربهم وسيم مبني للمفعول وخسفاً بفتح المعجمة وضمها أي أولى ذلا وتربد تغير وصعدا بضمتين والفيلق كصيقل الجيش وميثاقك: عهدك، والمؤكدا أي بالكتب والإشهاد ولست بضم التاء وروي بفتح التاء مع التاء في تدعوا وبيتونا أي قصدونا ليلاً من غير علم، وهجدا نوماً، جمع هاجد. قال السهيلي