الله عليه وسلم، وانتشر عنها من دين الله ما انتشر، إلى أن قال تعظم عرصاتها وتتنسم نفحاتها، وتقبل ربوعها، وجدرانها، وللمؤلف يعني نفسه:
(يا دار خير المرسلين ومن به ... هدي الأنام وخص بالآيات)
(عندي لأجلك لوعة وصبابة ... وتشوق متوقد الجمرات)
(وعلي عهد إن ملأت محاجري ... من تلكم الجدرات والعرصات)
(لأعفرن مصون شيبي بينها ... من كثرة التقبيل والرشفات)
(لولا العوادي والأعادي زرتها ... أبدًا ولو سحبا على الوجنات)
(لكن سأهدي من حفيل تحيتي ... لقطين تلك الدار والحجرات)
(أزكى من المسك المفتق نفحة ... تغشاه بالآصال والبكرات)
(وتخصه بزواكي الصلوات مع ... ونوامي التسليم والبركات)
قوله درة بكسر الدال وتشديد الراء آلة التعزيز، وقوله قدرًا أي جاها وعظمة، وقوله منشد الإنشاد قراءة شعر نفسه، أو غيره، والبيتان لأبي الطيب المتنبي، والرسم أثر الدار والفؤاد القلب، واللب العقل، والأكور جمع كور بالضم رحل الناقة بإكافه كالسرج بآلته للفرس، وقوله بان أي ظهر رسمه، والإلمام: النزول وكرامة نصب على العلة، وركبا حال أي كرامة، أن ننزل به راكبين كذا في ابن سلطان وغيره، قال مؤلفه سمح الله له، ولم يتعرض لقوله عنه وعلى تفسير بان بظهر فعنه يبدل منه قوله أن نلم بدل اشتمال أي لأجل إكرامنا له عن أن نلم به راكبين، ويحتمل عندي معنى أظهر من هذا، وهو أن يكون بان بمعنى بعد، وضميره للنبي صلى الله عليه وسلم، ويعني ببينه عن الرسم انتقاله أي بالوفاة إلى دار كرامته صلى الله عليه وسلم، أي نزلنا عن الرحال إكرامًا لمن ارتحل عن تلك الدار أن ننزل به راكبين هذا ما ظهر لي، والله أعلم بالصواب.
وقوله لاح أي لمع وتقطع بصيغة المضارع مجهولاً أو بحذف إحدى