وجبار بالجيم والموحدة مثقل، وسلمى بضم المهملة وقيل بفتحها وسكون اللام والقصر. وعن أنس ما رأيت رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وجد أي حزن على أحد ما وجد على أهل بئر معونة انتهى.
ولعل حكمته أنه لم يرسلهم لقتال إنما هم مبلغون رسالته وقد جرت عادة العرب قديماً بأن الرسل لا تقتل.
وفي الصحيحين عن أنس دعا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم على الذين قتلوا أصحاب بئر معونة، ثلاثين صباحاً. وفي البخاري فدعا صلى الله تعالى عليه وسلم عليهم شهراً في صلاة الغداة بعد القراءة وذلك بدء القنوت. وفي مسلم دعا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم على الذين قتلوا أصحاب بئر معونة ثلاثين صباحاً يدعو على رعل ولحيان أي بكسر اللام وفتحها ابن هذيل ابن مدركة وزعم الهمداني أنهم من بقايا جرهم دخلوا في هذيل فنسبوا إليهم وعصية عصت الله ورسوله كذا وقع في هذه الرواية وهو يوهم أن بني لحيان ممن أصاب القراء يوم بئر معونة وليس كذلك وإنما أصاب هؤلاء رعل وذكوان وعصية، ومن صحبهم من سليم، وأما بنو لحيان فهم الذين أصابوا بعث الرجيع وإنما أتى الخبر إلى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم عنهم كلهم في وقت واحد فدعا على الذين أصابوا أصحابه في الموضعين دعاء واحداً والله أعلم، قاله في الموهب وذكر صاحب شرف المصطفى أنه لما أصيب أهل بئر معونة جاءت الحمى إليه صلى الله تعالى عليه وسلم فقال لها اذهبي إلى رعل وذكوان وعصية عصت الله ورسوله، فأتتهم فقتلت منهم سبعمائة رجل بكل رجل من المسلمين عشرة، نقله الزرقاني وقال القسطلاني سياق ترجمة البخاري أي بقوله باب غزوة الرجيع ورعل وذكوان وبئر معونة وحديث عضل والقارة وعاص بن ثابت وخبيب وأصحابه يوهم أن بعث الرجيع وبئر معونة شيء واحد وليس كذلك لأن بعث الرجيع كانت سرية عاصم وخبيب وأصحابهما وهي مع