في دمائهم والخيل التي أصابتهم واقفة فقال الأنصاري لعمرو ما ترى؟ قال نرى أن نلحق برسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ونخبره الخبر، قال الأنصاري لكني ما كنت لأرغب بنفسي عن موطن قتل فيه المنذر بن عمرو وما كنت لتخبرني عنه الرجال ثم قاتل القوم حتى قتل وأسروا عمرو بن أمية فلما أخبرهم أنه من مضر أطلقه عامر بن الطفيل وجز ناصيته وأعتقه عن رقبة زعم أنها كانت على أمه، فلما بلغ النبي صلى الله تعالى عليه وسلم خبرهم قال هذا عمل أبي براء قد كنت لهذا كارها متخوفاً فبلغ ذلك أبا براء فمات عقب ذلك أسفا على ما صنع ابن أخيه عامر بن الطفيل، قال الزرقاني اختلف في إسلام أبي براء وذكره جماعة من الصحابة في الصحيح وقال الذهبي الصحيح أنه لم يسلم، وقال في الإصابة ليس في شيء من الأخبار ما يدل على إسلامه ولقب ملاعب الأسنة جمع سنان وهو نصل الرمح يوم سوبان وهو يوم كان بين قيس وتميم وجبلة اسم لهضبة عالية لأن أخاه طفيلاً الذي يقال له فارس قرزل اسلمه ذلك اليوم وفر، فقال الشاعر:
(فررت وأسلمت ابن أمك عامراً ... يلاعب أطراف الوشيج المزعزع)
فسمي ملاعب الرماح وملاعب الأسنة وهو عم لبيد بن ربيعة بن مالك انتهى من السهيلي انظر الزرقاني.
قوله ارتث أي حمل من المعركة رثيثاً أي جريحاً وبه رمق، قاله في القاموس، وقتل يومئذ عامر بن فهيرة فلم يوجد جسده رضي الله عنه ودفنته الملائكة قاله في المواهب. قال الزرقاني عقبه كما رواه ابن المبارك عن عروة وفي الصحيح عنه لما أسر عمر وقال له عامر بن الطفيل من هذا؟ فقال هذا عامر بن فهيرة، فقال لقد رأيته بعدما قتل رفع إلى السماء حتى أني لأنظر إلى السماء بينه وبين الأرض ثم وضع، قال البيهقي يحتمل أنه رفع ثم وضع ثم فقد بعد ذلك. وفي رواية ابن المبارك وكان الذي قتله رجل من بني كلاب جبار بن سلمان ذكر أنه لما طعنه قال فزت والله فقلت في نفسي ما قوله فزت. فأتيت الضحاك بن