كما أن المداهنة مشتقة من الدهن، فعاد المعنى إلى معنى اللين، نقله العلامة الزرقاني.
ولما وصل المنذر ومن معه من معونة بعثوا حرام بن ملحان بكسر الميم أشهر من فتحها أخو أم سليم بكتابه صلى الله تعالى عليه وسلم إلى عدو الله عامر بن الطفيل بن مالك بن جعفر الكلابي وهو ابن أخر براء ومات كافراً بإجماع أهل النقل.
وأما قول المستغفري أنه صحابي فغلط كما قاله البرهان، وقال الحافظ هو خطأ صريح وليس هو عامر بن الطفيل الأسلمي الصحابي.
فلما أوتى عدو الله بكتاب المصطفى صلى الله تعالي عليه وسلم لم ينظر في كتابه وعدا على حرام فقتله وفي الصحيح فجعل يحدثهم فأومؤا إلى رجل فأتاه من خلفه فطعنه بالرمح قال الله أكبر فزت ورب الكعبة ثم استصرخ عليهم بني عامر قومه فلم يجيبوه وقالوا لن نخفر بضم أوله أبا براء وقد عقد لهم عقداً وجوار فاستصرخ عليهم قبائل بني سليم عصبة بضم العين المهملة وفتح الصاد المهملة وشد التحتية وتاء تأنيث ورعلا بكسر فسكون ابن عوف بالفاء بن مالك بن امرئ القيس بن نهية بن سليم وذكوان، وهذه الثلاثة بدل من قوله قبائل وذكوان بفتح المعجمة وسكون الكاف بطن ينسبون لذكوان بن ثعلبة بن سليم فأجابوه إلى ذلك فخرجوا حتى غشوا القوم فأحاطوا بهم في رحالهم فلما رأوهم أخذوا سيوفهم وقاتلوهم حتى قتلوا من عند آخرهم رضي الله تعالى عنهم.
الأكعب بن زيد الأنصاري البخاري البدري فإنهم تركوه وبه رمق لظنهم موته فارتث من بين القتلا فعاش حتى استشهد في الخندق قتله ضرار بن الخطاب أو قتله سهم غرب لا يدرى راميه وعمرو بن أمية الضمري بفتح فسكون كان في سرح القوم هو ورجل من الأنصار قيل اسمه المنذر بن محمد بن عقبة فلم ينبئهما بمصاب أصحابهما إلا الطير تحوم على العسكر فقالا والله إن لهذا الطير لشأنا، فأقبلا لينظرا فإذا القوم