وسلم قال في مرضه الذي توفي فيه لفاطمة إن جبريل كان يعارضنى القرآن في كل عام مرة، وإنه عارضاني بالقرآن العام مرتين وأخبرني أنه لم يكن نبي إلا عاش نصف الذي قبله ووأخبرني أن عيسى بن مريم عاش مائة وعشرين سنة، ولا أرانى إلا ذاهبا على رأس الستين اهـ.
وجزم السيوطي بأنه رفع وهو ابن ثلاث وثلاثين اهـ.
(فقام يدعو الإنس والجن إلى ... توحيد رب العالمين مرسلا)
أشعرت الفاء بالفورية، وقام بمعنى شارع والتوحيد إفراد الإله بالعبادة واعتقاد أنه واحد فى ذاته، فليست ذاته مركبة من الأجزاء ولا نات تماثلها، وواحد في صفاته، فلا صفة تماثل صفته تعالى وواحد في أفعاله، فلا فعل لشيء سواه، فهو الخالق لجميع المخلوقات وأفعالها، والرب المالك، والعالمين جميع الخلائق، ومرسلا حال من الضمير في قام، يعنى أنه صلى الله عليه وسلم لما أتاه جبريل عليه السلام بأنه مرسل إلى كافة الثقلين لم يتوانى فى دعائهم إلى ما أرسل به طرفة عين، بل شرع يدعوا الثقلين وهما الإنس والجن إلى توحيد الله تعالى، حال كونه مرسلا إليهم من الله تعالى قال اليوسي في حواشي الكبرى لا نزاع بين المسلمين أن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم مرسل إلى الثقلين جميعا الإنس والجن، مؤمنها وكافرها، عربيها وعجميها، جاهليها وكتابيها، والدليل على أنه صلى الله عليه وسلم مبعوث إلى الكل أنه صلى الله عليه وسلم ادعى ذلك، وقال إنه خاتم النبيئين وأقام على ذلك المعجزات فوجب تصديقه فى كل ما قال، والقرآن الذي هو أعظم معجزاته صلى الله عليه وسلم مفصح بذلك، قال تعالى وما أرسلناك إلا كافة للناس، {قل يا أيها الناس إنى رسول الله إليكم جميعا} ليظهره على الدين كله، هذا فى حق الإنس وأما الجن فقال تعالى:{قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن}(الآية). وقال:{وإذ صرفنا إليك نفر من الجن}(الآية). وقد قيل إن لفظ الناس يشملهم. الجوهري: الناس يكون من الإنس والجن، وقال ابن عقيل الجن داخلون فى مسمى الناس لغة، وقال صاحب أحكام الجان لم يخالف أحد من طوائف المسلمين فى أنه صلى