الله عليه وسلم مرسل إلى الإنس والجن وفى الحديث: «بعثت إلى الأحمر والأسود). قيل المراد الإنس والجن، وأما الملائكة فقيل إنه مبعوث إليهم وصححه السبكي والسيوطي، وقيل لم يبعث إليهم، وبه قال البيهقي والحليمي والعراقي والنسفي والفخر، وغيرهم وحكى بعضهم عليه الإجماع، وذهب قوم إلى أنه مرسل إلى جميع الأنبياء وأممهم السابقة وأن قوله صلى الله عليه وسلم بعثت إلى الخلق كافة شامل لهم من لدن آدم إلى قيام الساعة وحكاه السيوطي عن السبكي قال ورجحه المازري، وقال السيوطي إنه مرسل إلى حور الجنة وولد انها. اهـ، المراد من اليوسي.
وما مر من قوله قيل المراد الإنس والجن وقيل المراد بالأحمر والأسود العرب والعجم، وهو الذي اقتصر عليه فى شرح الشفاء.
(مؤيدا) حال بعد حال وهو بصيغة اسم المفعول أي مقوا هو أي الرسول صلى الله عليه وسلم على دعواه الرسالة أي مصدقا، (منه) أي من الله تعالى، (بما) أي بالذي، (أعيى البشر إحصاؤه) يقال أعيى السير البعير إذا أكله والبشر محركة الإنسان ذكرا أو أنثى واحدا أو جمعا والإحصاء العد، يقول قام النبي صلى الله عليه وسلم يدعو الثقلين إلى توحيد الله تعالى حال كونه مقوا من الله تعالى بما أكل بني آدم عده (من معجزات) تبيين لما، (كالمطر) الغيث (نفعا) منصوب بنزع الخافض أي مثل الغيث فى الانتفاع والنفع إيصال الخير ودفع الضر (وكثرة) عطف على ما قبله (وكالسراج نورا ورفعة) السراج هنا الشمس والنور الضياء، والرقعة بكسر الراء العلو (مع ابتهاج) أي حسن وجمال ومراد الناظم تشبيه معجزات النبي صلى الله عليه وسلم بالمسطر فى الكثرة والانتفاع به، ولا شك أن الانتفاع بالمعجزة أعظم بكثير من الانتفاع بالمطر بل لا مناسبة بينهما لأن المعجزة هي دليل صدق الرسول فهي سبب الإيمان به الذى يحصل به فى هذه الدار الأمان والعاصمة للأموال والأبدان، وفى الآخرة النجاة من النيران والفوز بفراديس الجنان، ومحاسن الحور والولدان، بفضل الكريم المنان، وتشبيها أيضا بالشمس