للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فى الضياء والعلو والحسن، ولا شك أن معجزاته صلى الله عليه وسلم الدالة على صدقه أرفع من الشمس وأنور وأحسن منها وأظهر، وكيف لا ومنها وهو أعظمها القرآن الذي عجز عن معارضته جميع البلغاء والفصحاء مع كثرتهم كثرة رمال الدهناء وحصى البطحاء، وأقر جميع العقلاء بأنه أحسن من جميع الكلام وأنهم لم يقدروا على الإتيان بمثله فى نثر ولا نظام، والمعجزة فى الأصل اسم فاعل من الإعجاز وهي لفظ أطلق على الآية الدالة على صدق الرسول والتاء فيها للنقل من الوصفية إلى الإسمية أو للمبالغة كعلامة قاله اليوسى وهى أمر خارق للعادة يظهره الله تعالى على يد مدعي الرسالة مقارن لدعوى الرسالة، متحدى به قبل وقوعه، غير مكذب ولا يقدر أحد على معارضته، قال السنوسى وعبر بأمر دون فعل لشموله للفعل كنبع الماء وعدمه، كعدم إحراق النار وخرج بالخارق للعادة الموافق لها وبالجارى على يد مدعي الرسالة الكرامة، لأنها على يد مدعى الولاية واحترز به أيضا من أن يتخذ الكاذب معجزة نبي قبله معجزة له هو إذ لم تظهر على يده، واحترز بقوله متحدى به إلخ .. عن الخوارق الواقعة قبل البعثة إرهاصا بكسر الهمزة، أى تأسيسا للنبوءة مصدر أرهص الحائط، جعل له رهصا أى أساسا كماً فى اليوسى وذلك كشق الصدر وإظلال الغمامة الواقعين له صلى الله عليه وسلم قبل البعثة، وأصل التحدى طلب المعارضة، يقال تحديت فلانا إذا نازعته الغلبة، وأصله من المباراة فى الحداء وهو هنا كما قال السنوسي عبارة عن قول الرسول آية صدقى أن يكون كذا .. ولبس من شرط التحدى أن يقول ولا ياتى أحد بمثل ما جئت به، لكن لابد من عدم صدور المعارضة ممن يبغيها، وقال الهيثمي أن قيد التحدى إنما يخرج ما قبل البعثة ولا يخرج المتأخر عنه ولا يخرجه عن المقارنة العرفية لأنه يلزم عليه إخراج أكثر معجزاته صلى الله عليه وسلم، كناطق الحصى ونبع الماء وحنين الجذع مع ان اصطلاح السلف ومتهم الإمام أحمد على إطلاق المعجزة على كل خارق ليس بسحر، اهـ. كلامه.

ثم أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بعث دعا الناس إلى الإيمان فكان

<<  <  ج: ص:  >  >>