أول الناس إيمانا خديجة كما مر وحكى ابن عبد البر والثعلبى والسهيلى عليه الاتفاق، وقال ابن الأثير لم يتقدمها رجل ولا امرأة بإجماع المسلمين، فآمن بعدها صديق هذه الأمة أبو بكر واسمه عبد الله بن عثمان أبى قحافة، وكان أبو بكر يسمى أيضا عتيقا، إما لحسنه أو لسبقه إلى الإسلام، أو لأن النبي صلى الله عليه وسلم بشره بأن الله أعتقه من النار أو لأن أمه استقبلت به البيت وقالت اللهم إن هذا عتيقك من الموت، لأنه كان لا يعيش لها ولد وكونه أول من آمن بعدها قاله ابن عباس واستشهد بقول حسان رضي الله عن جميعهم:
(إذا تذكرت شجوى من أخي ثقة ... فاذكر أخاك أبا بكر بما فعلا)
(خير البرية أتقاها وأعدلها ... إلى النبى وأوفاها بما حملا)
(والثانى التالى المحمود مشهده ... وأول الناس قدما صدق الرسلا)
ووافقهما على ذلك الأخنس بن شريق بفتح الشين المعجمة وكسر الراء فتحتية ساكنة واسم الأخنس أبي وهو ثقافي حليف لبني زهرة صحابي من مسلمة الفتح وشهد حتينا وأعطي مع المؤلفة وتوفي أول خلافة عمر، ذكره الطبري وابن شاهين، ووافقتهم أسماء بنت أبي بكر وإبراهيم النخعي وابن الماجشون وقيل أسلم قبله وبعد خديجة علي قاله أبو ذر وسلمان وجابر وأبو سعيد الخدري بضم المعجمة وقتادة وقطع به ابن اسحاق ومحمد بن كعب القرظي ومحمد بن مسلم الزهري وحكاه العراقى عن أكثر العلماء، وقال الحاكم لا أعلم فيه خلافا بين أصحاب التواريخ، قال والصحيح عند الجماعة أن أبا بكر أول من أسلم من الرجال البالغين ثم زيد بن حارثة ثم عثمان بن عفان والزبير وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف وطلحة بن عبيد الله أسلموا بدعاء أبي بكر فجاء بهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أسلم أبو عبيدة بن الجراح وأبو سلمة والأرقم بن أبى الأرقم المخزوميان رضي الله عن جميعهم ولبعضهم:
(أول الناس بالنبي اقتداء ... أم أولاده الكرام الجدود)
(فعلي ثم ابن حارثة الكلـ ... ـبي زيد مولى النبي المجيد)