للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم عرضها على أبي بكر فلم يرجع إليه شيئا، وصمت فلبث ليالى فخطبها المصطفى صلى الله عليه وسلم، فأنحكه عمر إياها. فقال أبو بكر لعمر لعلك وجدت علي حين عرضت علي حفصة فلم أرجع إليك شيئا. فقال له نعم. فقال انه لم يمنعنى أن أرجع إليك فيما عرضت علي إلا أني قد علمت أن رسول الله صلي الله تعالى عليه وسلم قد ذكرها فلم أكن لأفشى سره، ولو تركها لقبلتها. ولأبى يعلى أن عمر قال يا رسول الله ألا تعجب من عثمان عرضت عليه حفصة فأعرض عنى؟ فقال صلى الله تعالى عليه وسلم: قد زوج الله تعالي عثمان خيرا من حفصة وزوج حفصة خيرا من عثمان.

ومن مناقبها أنه شهد بدرا سبعة من أهلها: أبوها وعمها زيد وزوجها خنيس، وأخوالها: عثمان وعبد الله وقدامة وابن خالها السائب بن عثمان بن مظعون رضي الله تعالى عن جميعهم، واسترضاها صلى الله تعالى عليه وسلم، لما عتبت عليه بوطإ مارية فى بيتها فحرمها.

( ... ثم لما أن صدر ... طلاقها منه بردها أمر)

أن زائدة نحو ولما أن جاء البشير. وللشيخ الجكني:

وبعد لما ويمين قبل لو ... وكاف جر زائدا أن قد رووا وطلاقها فاعل صدر أي وقع، والضمير فيه لحفصة، والمجرور بمن لرسول الله صلي الله تعالى عليه وسلم، وهو متعلق بصدر وأمر بالبناء للمفعول، ونائبه له صلي الله تعالى عليه وسلم، يتعلق بالمجرور قبله، ومراده أن النبي صلي الله تعالى عليه وسلم لما وقع منه طلاق حفصة رضي الله تعالى عنها أمر يردها لعصمته أي أمره الله تعالى على لسان جبريل. فقال راجع حفصة، فإنها صوامة قوامة، وإنها زوجتك فى الجنة. وروي أن عمر لما بلغه طلاقها حثا التراب على رأسه وقال ما يعبأ الله بعمر وابنته بعدها. فنزل جبريل من الغد وقال إن الله يأمرك أن تراجع حفصة رحمة بعمر- انتهى.

وفي هذه الأحاديث تنبيه من الله على فضلها والثناء عليها بكثرة

<<  <  ج: ص:  >  >>