وهذا الحديث كله رواه الطبراني يعني الحديث المار، وروى البخاري عن أنس قال إن قيس بن سعد كان يكون بين يدي النبي صلى الله تعالى عليه وسلم بمنزلة صاحب الشرطة من الأمير، والشرطة بضم المعجمة والراء وقد تفتح الراء، الواحد شرطي أي بمنزلة كبيرهم وهم أعوان الولاة سموا بذلك لأنهم نخبة الجند وشرطة كل شيء خياره وقيل لأن لهم علامات يعرفون بها، قاله الزرقاني:
(بيان من يقطع بالجنان ... لهم ومن أذن للعدناني)
أي هذا بيان القوم الذين يقطع لهم بدخول الجنة من أصحابه صلى الله تعالى عليه وسلم، وبيان من كان يؤذن للمصطفى عليه السلام. نسبه الناظم إلى جده الأعلى عدنان وأشار إلى بيان من ذكر فقال:
بادئا بعد من يقطع له بالجنة
(يقطع) بالبناء للمعفول ونائبه قوله (بالجنة) أي بدخولها، (والإكرام لعشرة) من أصحابه صلى الله تعالى عليه وسلم وهم أفضلهم، وقوله (للخلفا الأعلام) المجرور وما عطف عليه بدل من قوله لعشرة والخلفاء بالمد جمع خليفة وقصره للضرورة، والأعلام جمع علم بالتحريك وهو السيد وسموا خلفاء لأنهم خلفوا المصطفى صلى الله تعالى عليه وسلم في حراسة ما أتى به وسياسة الدنيا، وقد أشار عليه السلام كما في تحقيق المباني إلى مدة خلافتهم بقوله الخلافة بعدي ثلاثون سنة ثم تكون ملكا عضوضا، ولهذا قال معاوية لما ولى بعد انقضاء ثلاثين أنا أول الملوك، انتهى كلام التحقيق.
وقوله ملكا عضوضا أي يكثر فيه الظلم، كأن أهله يعضون، وهذا تحديد إن ضم إلى ذلك خلافة الحسن، وإلا فتقريب، قاله الشيخ زكرياء في شرح طوالع البيضاوي.