فخرجت وهي تقول لبيك وسعديك. فقال لها إن أبويك قد أسلما فإن أحببت أن أردك عليهما فقالت لا حاجة لي بهما وجدت الله خيراً لي منهما. وأخرج أبو نعيم أن جابراً ذبح شاة وطبخها وثرد في جفنته وأتى بها رسول الله، صلى الله تعالى عليه وسلم، فأكل القوم وكان عليه السلام يقول كلوا ولا تكسروا عظمها ثم إنه، صلى الله تعالى عليه وسلم، جمع العظام ووضع يده عليها ثم تكلم بكلام فإذا الشاة قامت تنفض ذنبها. وفي الشفا عن أنس أن شاباً من الأنصار توفي وله أم عجوز عمياء فسجيناه وعزيناها فقالت مات ابني؟ قلنا نعم. فقالت اللهم إن كنت تعلم أني هاجرت إليك وإلى رسولك رجاء أن تعينني على كل شدة فلا تحملني هذه المصيبة برحنا حتى كشف الثوب عن وجهه فطعم وطعمنا بكسر العين أي فعاش مدة فأكل وأكلنا معه وفيه إشارة إلى أن الكرامات نوع من المعجزات، قاله ابن سلطان وفي شرح المواهب للزرقاني أنه عاش إلى وفاة النبي، صلى الله تعالى عليه وسلم، وروي أنه بقي بعده وهلكت أمه في حياته. قال الزرقاني ووجه ذكره في المعجزات أنه أحي بالدعاء باسمه، صلى الله تعالى عليه وسلم، وحضوره ومن ذلك ما أورده السهيلي والخطيب وغيرهما أن أبويه عليه السلام أحييا له فآمنا به كما مرّ وروي عن سعيد بن المسيب أن رجلاً من الأنصار توفي فلما كفن وأتاه القوم يحملونه تكلم فقال محمد رسول الله وعن النعمان بن بشير كان زيد بن خارجة بن زيد بن سراوة الأنصاري فبينما هو يمشي في طريق من طرق المدينة إذ خر فتوفي فاحتملوه إلى بيته وسجوه حتى إذا كان بين المغرب والعشاء سمعوا صوت قائل يقول أنصتوا أنصتوا، فنظروا فإذا الصوت من تحت الثياب، فحسروا عن وجهه فإذا القائل يقول على لسانه: محمد رسول الله النبي الأمي خاتم النبيئين لا نبي بعده كان ذلك في الكتب الأول، ثم قال صدق، ثم قال هذا رسول الله، السلام عليك يا رسول الله ورحمته وبركاته. وزيد هذا شهد بدراً وابو خارجة قتل هو وابنه سعيد بن خارجة بأحد.