من الطعام فأكلوا حتى شبعوا وبقي كما هو، ثم دعا بعس فشربوا حتى رووا وبقي كأنه لم يشرب منه. قاله في الشفا. والجذعة الشاة الداخلة في السنة الثانية وقيل المراد بها هنا الإبل كما ورد مفسراً في بعض الأحاديث والفرق بفتح الفاء والراء وتسكن مكيال يسع ثلاثة آصع بكيل الحجاز وقيل يسع اثني عشر صاعاً بصاع النبي، صلى الله تعالى عليه وسلم، والعس بضم العين وشد الشين المهملتين قدح من خشب يروي الثلاثة والأربعة من لبن ورووا بضم الواو. قاله ابن سلطان ومن ذلك ما روي أنه في غزوة الخندق أشبع ألفاً من صاع شعير أو دون صاع وشاة صغيرة فانصرفوا وبقي بعد انصرافهم أكثر مما كان. قال العراقي:
(وأطعم الألف زمان الخندق ... من دون صاع وبهيمة بقي)
(بعد انصرافهم عن الطعام ... أكثر مما كان من طعام)
والبهيمة تصغير بهمة بالفتح ولد الضأن الذكر والأنثى. وأطعم أيضاً جيش الخندق بتمر قليل جداً أتت به جارية صغيرة السن بنت بشر بن سعد، كما رواه أبو نعيم في الدلائل وأشار له العراقي بقوله:
(كذا قد أطعمهم بتمر ... أتت به جارية في صغر)
أي صغيرة السن. وضمير أطعمهم عائد على أهل الخندق انظر المنازي. وللعراقي أيضاً:
(كذاك أقراص شعير جعلت ... من تحت إبط أنس فأكلت)
(جماعة منها ثمانون وهم ... قد شبعوا وهو كما أتى لهم)
يعني أنه بقي بعد شبعهم كأنه لم يسمه أحد والأقراص المذكورة لفتها أم سليم في خمار لها وأرسلت بها ابنها أنساً.
(وكم من الأموات قد أحييتا)
كم للتكثير مفعول أحييت والخطاب له، صلى الله تعالى عليه وسلم، ومن ذلك ما روي عن الحسن البصري أن رجلاً أتى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم هو وامرأته فذكر الرجل أنه طرح بنية له في وادي كذا فانطلق معه إلى الوادي وناداها باسمها يا فلانة أجيبي بإذن الله تعالى