تبوك مجاعة فقال عمر يا رسول الله أرى أن تأمر الناس أن يأتوا بفضل أزوادهم ثم ادع الله لهم عليها بالبركة قال نعم فدعا بنطع فبسط ثم دعا بفضل أزوداهم فجعل الرجل يجيء بكف ذرة ويجيء الآخر بكسرة حتى اجتمع شيء يسير قال سلمة بن الأكوع فخزرته بكريضة العنز فدعا، صلى الله تعالى عليه وسلم، عليه بالبركة ثم قال خذوا أوعيتكم قال فأكلوا حتى شبعوا ولم يبق في الجيش وعاء إلا ملئوه حتى أن الرجل ليعقد قميصه فيأخذ فيه وبقي منه فضحك، صلى الله تعالى عليه وسلم، حتى بدت نواجذه وقال أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، لا يلقى الله عبد بها غير شاك فيحجز عن الجنة. قوله نطع بكسر النون وفتح الطاء على أفصح لغاته وفتح النون والطاء وفتح النون وكسرها مع إسكان الطاء ما يتخذ من الأدم ويحجز بالنصب أي يمنع قاله الزرقاني وروى أبي عاصم وابن أبي خيثمة عن أم مالك الأنصارية أنها جاءت بعكة سمن إلى النبي، صلى الله تعالى عليه وسلم، فأمر بلالاً فعصرها ثم دفعها إليها فإذا هي مملوءة فجاءت فقالت أنزل في شيء؟ قال وما ذاك؟ قالت رددت علي هديتي. فدعا بلالاً فسأله فقال والذي بعثك بالحق لقد عصرتها حتى استحييت فقال هنيئاً لك هذه بركة يا أم مالك، ووقع لأم سليم شبيه بهذه أخرج الطبراني عنها: كانت لي شاة فجعلت من سمنها في عكة فبعثت بها مع زينب إلى النبي، صلى الله تعالى عليه وسلم، فقال أفرغوا لها عكتها ففرغت وجاءت بها فجاءت أم سليم فرأت العكة مملوءة تقطر سمناً فقالت يا زينب ألست أمرتك أن تبلغي هذه العكة لرسول الله، صلى الله تعالى عليه وسلم، يأتدم بها قالت قد فعلت فإن لم تصدقيني فتعالي معي فذهبت معها إليه، صلى الله تعالى عليه وسلم، فأخبرته فقال قد جاءت بها. فقلت والذي بعثك بالهدى إنها ممتلئة سمناً فقال أتعجبين إن الله أطعمك. نقله الزرقاني. ومن ذلك ما رواه أحمد والبيهقي بسند جيد عن علي قال جمع رسول الله، صلى الله تعالى عليه وسلم، بني عبد المطلب وكانوا أربعين منهم قوم يأكلون الجذعة ويشربون الفرق وصنع لهم مداً