القليل وقد وقع ذلك منه عليه السلام كثيراً بحيث لا يحصر وللجزائري بعد ذكر شيء من المعجزات:
(أما القليل وتكثير له مدد ... حدث ولا حرج عن خيرة الرسل)
ومن ذلك حديث أبي هريرة في البخاري حين أصابه الجوع فاستتبعه النبي، صلى الله تعالى عليه وسلم، أي أمره أن يتبعه فوجد لبناً أي قليلاً وأمره أن يدعو أهل الصفة قال فقلت أي في نفسي ما هذا اللبن فيهم كنت أحق أن أصيب منه شربة أتقوى بها، فدعوتهم وذكرت أمر النبي، صلى الله تعالى عليه وسلم، له أن يسبقهم فجعلت أعطي الرجل فيشرب حتى يروي ثم يأخذه الآخر فيشرب حتى يروى وهكذا حتى روى جميعهم، قال فأخذ النبي، صلى الله تعالى عليه وسلم، القدح وقال بقيت أنا وأنت أقعد فاشرب. فشربت ثم قال اشرب فما زال يقولها حتى قلت لا والذي بعثك بالحق لا أجد له مسلكاً فأخذ القدح وحمد الله وسمى وشرب الفضلة. ومن ذلك حديث أبي أيوب الأنصاري النجاري العقبي البدري واسمه خالد بن زيد أنه صنع لرسول الله، صلى الله تعالى عليه وسلم، ولأبي بكر من الطعام زهاء ما يكفيهما بضم الزاي أي مقدار ما يشبعهما فقال له، صلى الله تعالى عليه وسلم، ادع ثلاثين من أشراف الأنصار فدعاهم فأكلوا حتى تركوه ثم قال ادع ستين فكان مثل ذلك، ثم قال ادع سبعين فأكلوا حتى تركوه وما خرج أحد منهم حتى أسلم وبايع. وقال أبو أيوب فأكل من الطعام مائة وثمانون رجلاً قال في الشفا قال ابن سلطان وكان عشرين أكلوا بعد المائة والستين ومن ذلك حديث سمرة بن جندب أتى النبي، صلى الله تعالى عليه وسلم، بقصعة فيها لحم فتعاقبوها من غدوة حتى الليل يقوم قوماً ويقعد آخرون ومن ذلك حديث عبد الرحمن بن أبي بكر كنا عند النبي، صلى الله تعالى عليه وسلم، ثلاثين ومائة وصنعت شاة، فشوى سواد بطنها قال وأيم الله ما من الثلاثين ومائة إلا وقد حز له حزة بفتح الحاء وتضم أي قطع له قطعة من سواد بطنها وسواد بطنها هو الكبد خاصة. وقيل القلب، انظر ابن سلطان. ومن ذلك حديث أبي هريرة أنه أصاب الناس في غزوة