(الحديث). وتأتي بقيته بعد قوله (بل قد أنفقا من ذلك التمر ابن صخرا وسقا ولم يزل لديه) أي لدى أبي هريرة يأكل منه. ويطعم حياة رسول الله، صلى الله تعالى عليه وسلم، وحياة أبي بكر وعمر وعثمان إلى أين قتل عثمان عامر خمس وثلاثين فاستلب منه كما أشار له بقوله (حتى انتهبا) بالبناء للمجهول أي سلب منه. (مقتل) مصدر نائب عن ظرف الزمان أي وقت مقتل (ذي النورين) وهو عثمان بن عفان لقلب بذلك لتزويجه بنتي رسول الله، صلى الله تعالى عليه وسلم، كما مر مع زيادة (فيما انتهبا) من الأموال وتمام القصة وقبضت على أكثر مما جئت به فأكلت منه وأطعمت حياة رسول الله، صلى الله تعالى عليه وسلم، وأبي بكر وعمر وعثمان إلى أن قتل عثمان فانتهب مني. فذهب. وفي رواية لقد حملت من ذلك التمر كذا وكذا من وسق في سبيل الله عز وجل. وذكرت مثل هذه الحكاية في غزوة تبوك وأن التمر كان بضع عشرة تمرة انتهى كلام الشفا.
وقوله في أوله: هل من شيء؟ أي هل عندك من شيء؟ والتنكر للتقليل وقوله قلت نعم شيء. أي عندي شيء يسير. والمزود بكسر الميم وفتح الواو، وعاء من جلد يجعل فيه الزاد وقوله خذ ما جئت به أي مع الزيادة الحاصلة من البركة، وقوله وأدخل يدك اي فيه ولا تكبه بفتح التاء وضم الكاف وتشديد الموحدة المفتحة وقد تضم، أي لا تقلبه، وقوله وأطعمت أي غيري وانتهب بصغة المجهول أي سلب، وقوله فذهب أي استمر غائباً عني قاله العلامة ابن سلطان. وقول الناظم ابن سخر: فاعل انفق ومفعوله أوسقا جمع وسق والوسق ستون صاعاً والصاع أربعة أمداد بمده عليه السلام وابن صخر هو أبو هريرة واسمه عبد الرحمن بن صخر الدوسي الصحابي المشهور أحد المكثرين أسلم أيام خيبر ومات في آخر خلافة معاوية.
(وكم من القليل قد أكسرتا)
الخطاب له، صلى الله تعالى عليه وسلم، وكم تكثيرية مفعول أكثرت أي ومن معجزاتك يا رسول الله صلى الله تعالى عليك وسلم تكثيرك