والأرض شيء إلا يعلم أني رسول الله، إلا عاصي الجن والإنس أي إلا كافر الثقلين، ومشفره بكسر الميم وسكون المعجمة وفتح الفاء فراء أي شفته وبرك بتخفيف الراء أي ناخ، وفي رواية أنه عليه السلام قال لهم إنه شكا إلى أنكم أردتم ذبحه بعد أن استعملتموه في شاق العمل من صغره. فقالوا نعم. قال بئس الجزاء. وروى أحمد والبزار بسند صحيح عن أنس دخل النبي، صلى الله تعالى عليه وسلم، حائط أنصاري وأبو بكر وعمر ورجل من الأنصار وفي الحائط غنم فسجدت له فقال أبو نكر نحن أحق بالسجود لك منها! قوله فسجدت له الظاهر أن سجودها كان بوضع الجبهة بعد القيام قاله شارحه ابن سرطان. وفي الزرقاني عن البيهقي عن جابر في قصة الجمل أنه عليه السلام قال فما شأنه؟ قالوا سنونا عليه عشرين سنة فلما كبر سنة أردنا نحره فقال، صلى الله تعالى عليه وسلم، تبيعونه؟ قالوا هو لك يا رسول الله. فقال أحسنوا عليه حتى يأتي أجله انتهى.
(وقبضة التمر التي قد أطع ما ... منها جميع الجيش وهي نحو ما كنت بل أربى منه .. )
القبضة بالضم وتفتح ملؤ الكف بمعنى مقبوضة قال ابن سلطان مأخوذة من القبض وهو الأخذ بجميع الكف وفي القاموس القبضة وضمه أكثر ما قبضت عليه من شيء انتهى. وقوله قبضة مبتدأ خبره محذوف أي ومن معجزاته، صلى الله تعالى عليه وسلم، ملئ كف من التمر أطعم به جيشاً كله حتى شبعوا وبقي نحو ما كان قبل أكلهم بل أربى أي أزيد وأكثر مما كان. فقوله نحو بالرفع خبر قوله وهي بسكون الهاء أي قدر ما كانت وأشار بهذا إلى ما في الشفا عن أبي هريرة قال أصاب الناس مخمصة فقال لي رسول الله، صلى الله تعالى عليه وسلم، هل من شيء؟ قلت نعم؛ شيء من التمر في المزود. قال فأتيني به فأدخل يده فأخرج قبضة فبسطها ودعا بالبركة ثم قال ادع عشرة فأكلوا حتى شبعوا ثم عشرة كذلك حتى أطعم الجيش كلهم وشبعوا وقال خذ ما جئت به وأدخل يدك واقبض منه ولا تكبه فقبضت على أكثر مما جئت به