المهملة والقاف وبالراء أي ضرب قوائمها وهي قائمة بالسيف وفي رواية فعرقبها، قال ابن إسحاق فكان جعفر أول مسلم عقر في الإسلام قال في الروض ولم يعب ذلك عليه أحد فدل على جوازه إذا خيف أن يأخذها العدو فيقاتل عليها المسلمين فلم يدخل هذا في النهي عن تعذيب البهائم وقتلها عبثا وهذا حديث حسن وفي بقيته أنه قتل وهو يقول:
(يا حبذا الجنة واقترابها ... طيبة وباردا شرابها)
(والروم روم قد دنى عذابها ... كافرة بعيدة أنسابها)
على إذ لاقيتها ضرابها)
وقطعت يده في تلك الوقعة وذلك أنه أخذ اللواء بيمينه فقطعت فأخذه بشماله فقطعت فاحتضنه بعضديه ثم قتل فقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم أن الله تعالى أبدله بيديه جناحين يطير بهما في الجنة حيث شاء أخرجه ابن عبد البر.
قال محمد بن عبد الباقي والمقصود أن الله أكرمه بذلك في مقابلة قطعهما فلا يستلزم عدم رد يديه بل بعد ردهما أعطاه الجناحين وأخرج الطبراني عن عبد الله بن جعفر الشبيه خلقا وخلقا كأبيه قال قال لي رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم هنيئا لك أبوك يطير مع الملائكة في السماء وروى عنه صلى الله تعالى عليه وسلم أنه قال مر بي جعفر الليلة في ملإ من الملائكة وهو مخضب الجناحين بالدم واختلف في أن الجناحين حقيقيان وهو المختار وروى عن البخاري أنه قال يقال لكل ذي ناحيتين جناحان، قال الحافظ لعله أراد بهذا حمل الجناح على المعنوي دون الحسي وجرى عليه السهيلي فقال ليسا كما يسبق إلي الوهم كجناحي الطائر وريشه لأن الصورة الآدمية أشرف الصور وأكملها فالمراد بالجناحين صفة ملكية وقوة روحانية أعطيها جعفر، وقد عبر القرآن عن العضض بالجناح توسعا في قوله:{واضمم يدك إلي جناحك} وقد قال العلماء في أجنحة الملائكة أنها صفات ملكية لا تفهم إلا بالمعاينة. فقد ثبت أن لجبريل عليه السلام ست مائة جناح ولا يعهد للطير ثلاثة أجنحة فضلا عن أكثر من ذلك. قال فدل على أنها صفات لا تنضبط كيفيتها ولا ورد ببيانها خبر فنؤمن بها من غير بحث عن