للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحداء بالضم أي الغناء للإبل، يكون حاد عن يمين القطار وحاد عن يساره، يستحدي كل منهما صاحبه، أي يطلب حداءه. ثم توسع فيه واستعمل في كل مباراة، يقال تحديث فلاناً، إذا نازعته الغلبة، وخرج بقيد التحدي الآيات الإرهاصية بكسر الهمزة نسبة للمصدر. يقال أرهصت الحائط ورهصته إذا جعلت له رهصاً أي أساساً كما في حاشية اليوسي وذلك كشق الصدر وإظلال الغمامة ونحوهما مما وقع له صلى الله تعالى عليه وسلم قبل النبوءة إرهاصاً أي تأسيساً لنبوءته.

وفي المنح المكية أن قيد التحدي لا يخرج المتأخر عن التحدي لأنه يلزم عليه إخراج أكثر آياته صلى الله تعالى عليه وسلم كنبع الماء ونطق الحصا والجذع، مع أن اصطلاح السلف على إطلاق المعجزة على كل خارق، وليس بسحر انتهى.

واحترز بقولي غير مكذب بأن يقول آية صدقي أن ينطق هذا الجماد بتكذيبه ويقيد عدم المعارضة من السحر فإنه يمكن الإتيان بمثله وهذا مبني على دخول السحر في الخارق، وقال السنوسي ومن المعتاد السحر وإن كان سببه العادي نادراً خلافاً لمن جعل السحر خارقاً، وقال ابن أبي شريف الحق أن السحر ليس من الخارق، وإن أطبق القوم على عده منه، لأنه يترتب على أسباب كلما باشرها أحد خلقه الله تعالى عقبها كترتيب شفاء المريض على تناول الأدوية الطبية فإن هذا غير خارق.

(منها) من معجزاته صلى الله تعالى عليه وسلم (القرآن) بنقل حركة الهمزة إلى الراء قبله، وحذف الهمزة مبتدأ وخبره المجرور قبله، (المعجز) لجميع البلغاء أو الفصحاء أي المظهر لعجزهم عن أي يأتوا بمثل أقصر سورة منه كالكوثر أو قدرها، (الذي بهر) أي أغلب، وفي القاموس بهر كمنع غلب ضوءه ضوء الكواكب وفاعل بهر قوله (إعجازه) والمفعول قوله (كل العقول) جمع عقل وهو نور روحاني تدرك به العلوم الضرورية والنظرية، (وقهر) موافق في المعنى لبهر، ومعنى البيت أن من معجزاته صلى الله تعالى عليه وسلم القرآن الذي بهر إعجازه كل أهل العقول وقهرهم فلم يقدروا على حصر وجوه إعجازه مع عدهم

<<  <  ج: ص:  >  >>