الله تعالى عنها ذات خير كثير على أهلها فتعجب الناظم من عظم بركتها على أهلها حين أعتقوا بسبب تزوجه صلى الله تعالى عليه وسلم بها، فكان كل بنى المصطلق صهرا له عليه السلام كما أشار له بقوله:(إذ) تعليلية أي حين (أرسل الناس) أي الصحابة رضوان الله عليهم (السبايا) أي ما بأيديهم من بنى المصطلق ببركة جويرية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. (طرا) أي جميعا، حال من قوله السبايا (لما) هي هنا بمعنى حين والعامل فيها قوله أرسل فهو كقوله:
فجعلتها لنا لبابة لما ... أوقد النوم سائر الحراس
وهو مضاف لقوله (غدى) أي صار واسمه قوله (المصطلقي) أي الفريق المصطلقي وخبره قوله (صهرا) أي أصهارا للمصطفى متعلق بما قبله أو يتنازع فيه معه أرسل.
وقد مر ان الصحابة قالوا: أصهار رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم (عليه من رب الأنام)، الأنام كصحاب وساباط وأمير: الخلق (وآله) أقاربه وأتباعه كلهم، (أزكى) أي أكثر وأبرك (الصلاة) هي الرحمة المقرونة بالتعظيم كما فى الحطاب (والسلام) أي الأمان. وقوله فما أبركها إلخ .. مقتبس من قول عائشة رضي الله عنها فما رأينا امرأة كانت أعظم بركة على قومها منها. اعتق بسببها مائة أهل بيت أي مائة طائفة كل واحدة منهن أهل بيت بنى المصطلق وقد روي أنهم كانوا أكثر من سبعمائة خرجه أبو داوود وأحمد ويقال أنه عليه السلام اشتراها من ثابت بن قيس وأعتقها وأصدقها أربعمائة درهم وجزم الشعبي بأنه عليه السلام جعل عتقها صداقها.
وروى ابن سعد بأن أباها جاءه عليه السلام فقال ان ابنتي لا يسبى مثلها، فخل سبيلها، فقال أرأيت إن خيرتها أليس قد أحسنت؟ قال بلى فأتاها أبوها فقال ان هذا الرجل قد خيرك فلا تفضحينا، فقالت فإنى أختار الله ورسوله انتهى من المواهب وشرحها.
(ورملة) بفتح الراء مبتدأ ونعته بقوله (بنت أبي سفيانا) بتثليث السين بن حرب بن أمية وأمها صفية بنت أبي العاصي بن أمية عمة