الأسد والله تعالى أعلم. وقد تقدمت هذه القصة. ودعا على الحكم بن أبي العاصي وكان يختلج بوجهه ويغمز عند النبي، صلى الله تعالى عليه وسلم، أي يجلس خلفه عليه السلام فإذا تكلم حرك هو شفته وذقنه حكاية لفعله فرآه عليه السلام فقال كن كذلك فلم يزل يختلج أي يرتعد إلى أن مات، والحكم هذا أبو مروان وعم عثمان بن عفان أسلم يوم الفتح ومات في خلافة عثمان، قال بعضهم إنما فعل ما فعل من جهالة ولا يخرجه ذلك عن عداد الصحابة والله تعالى أعلم.
ودعا على محلم بكسر اللام المشددة ابن جثامة بفتح الجيم وشد المثلثة فمات لسبع ودفن فلفظته الأرض ثم ووري فلفظته مرات فألقوه بين صدين ورضموا عليه بالحجارة. وقوله صدين بفتح الصاد ويضم جبلين أو واديين هذا كله من الشفا وشرح ابن سلطان له ودعا على قريش بالقحط فأصابتهم سنة هلكوا فيها وأكلوا الميتة والعظام فجاء أبو سفيان يستعطفه، صلى الله تعالى عليه وسلم، وقال يا محمد تامر بصلة الرحم وإن قومك هلكوا فادع الله فدعا فسقوا الغيث وأطبقت عليهم سبعاً فشكوا كثرة المطر فسأل الله رفعه، فارتفع، قاله المناوي. وسبب الدعاء على محلم المتقدم أنه عليه السلام بعث سرية فيها محلم فأمر عليهم عامر بن الأضبط فقتله محلم غدراً فجرى ما جرى والعياذ بالله انظر ابن سلطان.
ودعا على قريش لما وضعوا السلا على رقبته وهو ساجد مع الفرث والدم، فقال اللهم عليك الملأ من قريش، اللهم عليك بأبي جهل وعتبة بن ربيعة وشيبة والوليد بن عتبة إلخ .. قال ابن مسعود فلقد رأيتهم قتلوا يوم بدر أي معظمهم لأن أشقاهم وهو عتبة بن أبي معيط الذي وضع السلا حمل من بدر أسيراً فقتله علي بعرف الظبية مقفلهم من بدر بأمره عليه السلام، وعمارة ابن الوليد لم يقتل ببدر أيضاً بل سحر بأرض الحبشة فصار مع الوحش وهلك على كفره بأرض الحبشة في زمن عمر انظر الشفا وشرحه.