أسباع ميل تزيد يسيرا وسمي بذلك لانقاطعه عن جبال أخر هناك، وهو أحمر، ويقال له ذو عينين لمجاورته لجبل يسمى عينين، وفي القاموس وعينين بكسر العين وفتحها مثنى على كل منهما لا بفتح العين وسكون الياء وكسر النون الأولى كما قال المطرزي وعليه فليس بمثنى جبل بأحد وقف عليه إبليس فنادي إن محمد قد قتل، وقال عليه السلام: أحد جبل يجبنا ونحبه وهو من جبال الجنة، أخرجه أحمد قيل وفيه قبر هارون عليه السلام وكانت عنده الوقعة المشهورة في شوال سنة ثلاث بالاتفاق قاله في المواهب وكان يوم السبت لإحدى عشرة ليلة خلت منه وقيل لسبع ليال خلون منه وقيل في نصفه بعد بدر بسنة وشهر، وسببها أن قريشا لما أصيبوا يوم بدر ورجع أبو سفيان بعيره قال عبد الله بن أبي ربيعة وعمرو بن المغيرة وعكرمة بن أبي جهل والحارث بن هشام وحويطب بن عبد العزي وصفوان بن أمية وأسلموا كلهم بعد ذلك، إن محمدا قد وتركم وقتل خياركم فأعينونا بهذا المال على حربه لعلنا أن ندرك منه ثأرا، فأجابوا لذلك وفيهم نزل:{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا}. وكتب العباس بن عبد المطلب كتابا لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) بخبرهم أي بأن قريشا ومن أطاعها من أهل كنانة اجتمعوا لحربه وبعثه مع رجل من بني غفار وشرط عليه أن يأتي المدينة في ثلاثة أيام بلياليها فقدم عليه بقباء فقرأه عليه أبي بن كعب واستكتم أبيا وسار بهم أبو سفيان حتى نزلوا بعينين وكان رجال من المسلمين قد ندموا على ما فاتهم من مشهد بدر ورأى صلى الله عليه وسلم ليلة الجمعة رؤيى فلما أصبح قال إني والله رأيت خيرا، رأيت بقرا تذبح ورأيت في ذباب سيفي ثلما، ورأيت أني أدخلت في درع حصينة، قالوا بما أولتها؟ قال فأما البقر فناس من أصحابي يقتلون، وأما الثلم الذي رأيت في سيفي فهو رجل من أهل بيتي يقتل، وفي رواية أحمد وأولت الدرع الحصينة المدينة، فامكثوا فإن دخل القوم المدينة قاتلناهم ورموا بالنبل من فوق البيوت، فقال القوم الذين أسفوا على ما فاتهم من مشهد بدر، يا رسول الله إنا كنا