نتمنى هذا اليوم أخرج بنا إلى أعدائنا لا يرون أنا جبنا، فصلى عليه السلام الجمعة ثم وعظهم وأمرهم بالجد والاجتهاد في التأهب للقتال وأخبرهم أن لهم النصر ما صبروا ثم صلى بالناس العصر وقد حشدوا بفتح المعجمة ومضارعه بكسرها أي اجتمعوا، وحضر أهل العوالي وهي القرى التي حول المدينة ثم دخل عليه السلام بيته ومعه أبو بكر وعمر رضي الله عنهما فعمماه وألبساه واصطف الناس ينظرون خروجه عليه السلام، فقال لهم سعد بن معاذ الذي هو أفضل الأنصار كما قاله البرهان وأسيد بن خضير، بصيغة التصغير فيهما، استكرهتم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على الخروج فردوا الأمر إليه فخرج صلى الله عليه وسلم وقد لبس لامته وهي بالهمز وقد يترك تخفيفاً، الدرع وقيل السلاح، وروي أبو يعلى أنه ظاهر بين درعين يوم أحد أي لبس درعاً فوق درع، وتقلد سيفه أي جعل علاقته على كتفه الأيمن وهو تحت أبطه الأيسر فندموا على ما صنعوا، فقالوا ما كان لنا أن نخالفك فاصنع ما شئت، فقال ما ينبغي لنبي إذا لبس لامته أن يضعها حتى يحكم الله بينه وبين عدوه، وعقد عليه السلام ثلاثة ألوية لواء المهاجرين بيد علي وقيل بيد مصعب بن عمير، قال الزرقاني وليس بخلاف حقيقي فإنه كان بيد علي فقال عليه السلام من يحمل لواء المشركين؟ فقيل طلحة بن أبي طلحة فقال نحن أحق بالوفاء منهم، فأخذه من علي ودفعه إلى مصعب، أي لأنه من بني عبد الدار بن قصي وكان بكر قصي فجعل إليه اللواء والحجابة والسقاية والرفادة، ولواء للأوس بيد أسيد بن حضير ولواء للخزرج بيد الحباب بن المنذر وقيل بيد سعد بن عبادة، وفي المسلمين مائة دارع وركب صلى الله عليه وسلم فرسه السكب على رواية والأخرى أنه خرج من منزل عائشة على رجليه إلى أحد وخرج السعدان أمامه يعدوان دارعين واستعمل ابن أم مكتوم على الصلاة بأهل المدينة وبات بالشيخين تثنية شيخ موضع بين المدينة وأحد سمي بشيخ وشيخه كانا هناك وجعل على الحرس تلك الليلة محمد بن مسلمة الأنصاري وأدلج عليه السلام في السحر، فكان الخارجون معه ظاهراً