وحقيقة ألف رجل، فلما انخزل ابن أبي بالثلاث مائة صاروا سبع مائة وقيل أنهم كانوا تسع مائة وصاروا ستمائة، قال ابن عقبة وليس في المسلمين إلا فرس واحد وقال الواقدي لم يكن معهم إلا فرسه عليه السلام، وفرس أبي بردة وكان المشركون ثلاثة آلاف رجل، وفيهم سبعمائة دارع ومائتا فرس وثلاثة آلاف بعير وخمس عشرة امرأة من أشرافهم التماسا للحفيظة وأن لا يفروا وهي بفتح الحاء المهملة وكسر الفاء الغضب للحرم قاله السهيلي، منهن هند بنت عتبة وأم حكيم بنت الحارث بن هشام، مع زوجها عكرمة بن أبي جهل وفاطمة بنت الوليد بن المغيرة مع زوجها الحارث بن هشام وبرزة بنت مسعود الثقفية مع زوجها صفوان بن أمية وريطة بنت منبه السهمية مع زوجها عمرو بن العاصي وسلافة بنت سعد الأنصارية مع زوجها طلحة الحجبي وأسلمن بعد ذلك كلهن وصحبن، وخرجت خناس بنت مالك مع ابنها أبي عزيز أخي مصعب وعميرة بنت علقمة وقد صرح في النور بأنه لا يعلم لهما إسلاما ولم يسم ابن إسحاق من بقي ونقله عنه في الفتح ولم يزد عليه، قاله العلامة الزرقاني قال مؤلفه سمح الله له قوله وخرجت مع ابنها أبي عزيز الخ ... قد مر له رضي الله عنه ونفعنا ببركته أن أبا عزيز أسلم يوم بدر بعد أن أسر أنظره والله أعلم. ولما انخزل ابن أبي بمن معه من المنافقين سقط في أيدي طائفتين من المسلمين وهما أن يقتتلا وهما بنو حارثه من الأوس وبنو سلمة بكسر اللام من الخزرج وفيهما نزلت:{إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا} قال جابر نزلت فينا وما أحب أنها لم تنزل والله يقول: {وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا} ابن حجر أي لأن الآية وإن كان في ظاهرها غض منهم لكن في آخرها غاية الشرف لهم قال ابن إسحاق {وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا} أي الدافع عنهما ما هموا به من القتل، ولما انخزل المنافقون تبعهم عبد الله بن حرام يقول: يا قوم أذكركم الله أن لا تخذلوا قومكم ونبيكم عندما حضر من عدوهم ما ترون، قالوا لو نعلم أنكم تقاتلون ما أسلمناكم وأبوا إلا الانصراف فقال أبعدكم الله فسيغني الله عنكم نبيه ومضى رسول الله