واتفقت الروايتان على أن الذي سارها به أولاً فبكت هو إعلامه إياها بأنه يموت من مرضه ذلك، واختلفا فيما سارها به فضحكت ففي رواية عروة أنه اخباره إياها بأنها أول أهله لحوقاً به وفي رواية مسروق أنه إخباره إياها بأنها سيدة نساء أهل الجنة، وجعل كونها أول أهله لحوقاً به مضموماً إلى الأول وهو الراجح، انتهى.
وقولها سمتا بفتح المهملة وسكون الميم ففوقية وهديا بفتح فسكون ودلا بفتح الدال المهملة وشد اللام والثلاثة عبارة عن الحالة التي يكون عليها الإنسان من السكينة والوقار وحسن السيرة والطريقة واستقامة المنظر والهيبة كما في النهاية، انتهى من المواهب وشرحها.
(ومدة السقم يد ( ... ))
مدة مبتدأ وخبره قوله يد والسقم بضم السين المهملة وسكون القاف المرض، وفيه في غير هذا المرض التحريك أيضاً وكذلك العرب والعجم والرشد والبخل والشغل والعدم والسخط والحزن والولد فهذه الألفاظ فيها ضم الفاء مع سكون العين وفيها فتحهما معاً. ومعنى البيت أن مدة مرضه عليه السلام أربعة عشر يوماً أشار له بقوله يد، فالياء عشر والدال أربعة وهذا القول حكاه ابن الجوزي كما في المناوي وحكاه في المواهب بصغة التمريض فإنه قال واختلف في مدة مرضه فالأكثر أنها ثلاثة عشر يوماً وقيل أربعة عشر وقيل أثنا عشر وقيل عشرة أيام وأخرجه البيهقي بإسناد صحيح، انتهى.
وقال الزرقاني أن القول الذي صدر به في المواهب هو المشهور، قال وجمع شيخنا بجواز اختلاف أحواله في ابتداء مرضه فذكر كل منهم اليوم الذي علم بحصول ما رآه من حاله وشدة مرضه التي انقطع بها عن الخروج في بيت عائشة كانت سبعة أيام، انتهى.
وللعراقي:
(مرض في العشر الأخير من صفر ... أقام في شكواه ذاك اثني عشر)
(أو عشرا أو أقام أربع عشرة ... أو بثلاث عشرة قد ذكره)