يسير الليل ويكمن النهار حتى أتى المدينة فرمى برأسه بين يدي المصطفى صلى الله تعالى عليه وسلم، فقال أفلح الوجه، أي فاز، فقال أفلح وجهك يا رسول الله. فدفع إليه عصى، فقال تحضر بها في الجنة، فإن المتحضرين في الجنة قليل فكانت عنده فلما حضرته الوفاة وصى بأن تدرج في كفنه فجعلواها بين جلده وكفنه وكانت غيبته ثمان عشرة ليلة.
وللحافظ العراقي:
(يليه بعث ابن أنيس العامد ... لقتل سفيان هو ابن خالد)
(ابن نبيح كان صوب عرنه ... يجمع للنبي فلما أمكنه)
أي فلما هدأ الناس وناموا قاله المناوي.
(احتز رأسه فلما احضره ... دعا له وخصه بمحضره)
وهي بكسر الميم وسكون الخاء المعجمة فصاد مهملة ما يمسكه الإنسان من نحو عصى قاله المناوي وفي الزرقاي التحضر الاتكاء على قضيب ونحوه وقال عبد الله في ذلك:
(تركت ابن ثور كالحوار وحوله ... نوائح تفرى كل جيب مقدد)
(تناولته والظعن خلفي وخلفه ... بأبيض من ماء الحديد مهند)
(عجوم أمام الدارعين كأنه ... شهاب غضى من ملهب متوقد)
(أقول له والسيف يعجم رأسه ... أنا ابن أنيس فارساً غير قعدد)
(فقلت له خذها بضربة ماجد ... حنيف على دين النبي محمد)
(وكنت إذا هم النبي بكافر ... سبقت إليه باللسان وباليد)
والظعن جمع ظعينة وقد مر أنها تقال للمرأة وإن لم تكن راكبة وهذا التفسير هو الذي يلائم ما مر عن الزرقاني، والمناوي وفي الكلاعي أنه وجده في ظعن يرتاد لهن منزلاً وأنه قال وتركت ظعائنه منكبات وتفرى تشق والمقدد المقطع والقعدد الجبان وعجمه كنصره: عضه، أولاكه وحنيف مسلم.
ثم بعد بعث عبد الله بن أنيس على ما للقسطلاني في المواهب بعث الرجيح بفتح الراء وكسر الجيم وهو اسم ماء لهذيل بين مكة وعسفان