للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كانت الوقعة قريباً منه فسميت به وهو سرية عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح بالقاف واللام، قيس بن عصمة بن النعمان الأوسي من السابقين، روى الحسن بن سفيان أنه لما كانت ليلة العقبة أو ليلة بدر قال صلى الله تعالى عليه وسلم لمن معه كيف تقاتلون؟ فقام عاصم بن ثابت وقال إذا كان القوم قريباً من مائتي ذراع كان الرمي وإذا دنوا حتى تنالهم الرماح كانت المداعبة حتى تقصف فإذا انقصفت وضعناها وأخذنا السيوف وكانت المجالدة، فقال صلى الله تعالى عليه وسلم هكذا أنزلت الحرب من قاتل فليقاتل كما يقاتل عاصم، وشهد عاصم العقبة وبدراً وأحداً واستشهد بعد أحد في هذه السرية كما يأتي وكانت في صفر على رأس ستة وثلاثين شهراً من الهجرة، فهي في السنة الرابعة كما قاله ابن سعد، ولابن إسحاق أنها في أواخر سنة ثلاث انظر الزرقاني، والمداعبة هنا المدافعة بالرماح وتقصف تكسر وسماها بعضهم سرية مرثد بن أبي مرثد الغنوي وبه صدر الحافظ العراقي وفي هذه الرية وقعت قصة عضل والقارة وعضل بفتح العين المهملة وفتح الضاد المعجمة بعدها لام هو ابن الديش بفتح الدال المهملة وكسرها ثم تحتية ساكنة ثم شين معجمة كما قاله البرهان وشيخه المجد في القاموس وفي السبل بسين مهملة ابن محكم بطن من بني الهوى بضم الهاء وسكون الواو ابن خزيمة بن مدركة القارة بفتح القاف وتخفيف الراء فتاء تأنيث بطن من الهون أيضاً ينسبون إلى الديش المذكور، والقارة أكمة سوداء فيها حجارة كانوا نزلوها فسموا بها ويضرب بهم المثل في إصابة الرمي قال الشاعر:

قد انصف القارة من رماها، انظر المواهب وشرحها.

وسبب قصة أصحاب الرجيع أنه لما قتل ابن نبيح الهذلي ثم اللحياني مشت بنو لحيان من هذيل إلى عضل والقارة فجعلوا لهم إبلاً على أن يكلموا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم أن يخرج إليهم نفراً من أصحابه فقدم سبعة نفر منهم مقرين بالإسلام فقالوا يا رسول الله إن

<<  <  ج: ص:  >  >>