لولادته في الإسلام فصلح له اللقبان. وعلى أنهم خمسة فعبد الله غير الطاهر وغير الطيب أربعة من خديجة والخامس إبراهيم. وعلى هذا فقول الناظم:(وقيل بل غيران) أى مسماهما متباين ويسقط عبد الله والله تعالى أعلم. وعلم مما مر أن كون الذكور ثلاثة هو الراجح جدا.
(ورابع البنين إبراهيم .... عليهم الرضوان والتسليم)
الرضوان هنا صفة فعل ومعناه الإنعام والإحسان وعلى أنه صفة ذات فهو إرادة إنعام خاص ومثله المحبة في هذا الخلاف لكن إن دعي به تعين فيه المعني الأول كام سرح به السنوسي يعني إنا إذا فرعنا على قول ابن إسحاق الذي صدر به الناظم من أبناءه عليه السلام الذكور أربعة يكون الرابع إبراهيم والثلاثة غير القاسم والطاهر والطيب ويكون الناظم ذكر القول بأنهم ثلاثة بصيغة تفيد ترجيحه وهو قوله (فاللفظان ترادفا). وذكر في أخر كلامه القول في صيغة التمريض ففي كلامه شبه تدافع والرضوان أنعام خاص والتسليم مصدر سلمه إذا أمنه.
(ميلاده) الضمير لإبراهيم على نبينا وعليه الصلاة والسلام مبتدأ وخبره قوله (بطيبة المرضية) وطيبة من أسماء المدينة ويقال لها طابة والطيبة بشد التحتية وأسماؤها كثيرة. وكفي في كونها مرضية أن الله تعالى رضيها مسكنا لخيرته من جميع خلقه دنيا وبرزخا وهى أفضل عندنا من مكة المشرفة، وقيل مكة أفضل والخلاف إنما هو في غير البقعة التي ضمته صلى الله تعالى عليه وسلم فهي أفضل بإجماع حتى من الكعبة كما أن الكعبة أفضل بلا خلاف من غير ما احتوى على الذات الشريفة من المدينة ولأبي عمران الفاسي:
(جزم الجميع بأن خير الأرض ما ... قد حاط ذات المصطفي وحواها)
(وأمه ماريه القبطية) يعني أن إبراهيم بن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم أمه ماريه بتخفيف التحتية وهي قبطية نسبة إلى القبط نصارى مصر، وهي من حفن أنصنا وحفن بفتح المهملة وسكون الفاء ونو المدينة، قال في الفتح وهى الآن كفر (القرية) وفى الحديث