حتى بلغوا عشرة آلاف وانزل الله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسلْنَا عَلَيهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيِرْ ... إلى قوله: قَوِيًّا عَزِيزًا} وكان من سببها أنه (صلى الله تعالى عليه وسلم) لما أجلى بني النضير خرج نفر من اليهود منهم سلام بالتشديد عند ابن الصلاح وغيره ورجح الحافظ التخفيف مستندا لوقوعه في أشعار العرب، كقول أبي سفيان:
(سقاني فرواني كميتا مدامة ... على ظمئ مني سلام ابن مشكم)
ابن مشكم بكسر الميم وسكون الشين المعجمة وفتح الكاف وسلام بن أبي الحقيق بحاء مضمومة فقاف مفتوحة فتحتية ساكنة ثم قاف أخرى وحيي بضم الحاء مصغرا بن أخطب بفتح الهمزة وسكون الخاء المعجمة وفتح الطاء المهملة كما في الزرقاني وكنانة بن الربيع النضيريون وهوذة بفتح الهاء وسكون الواو فذال معجمة فهاء تأنيث ابن قيس وأبو عمار الوائليان فقدموا على قريش ودعوهم إلى حربه عليه السلام، وقالوا إنا سنكون معكم عليه حتى نستأصله فقالت لهم قريش إنكم أهل الكتاب الأول والعلم فما أصبحنا نختلف فيه نحن ومحمد، أديننا خير أم دينه؟ قالوا بل دينكم خير من دينه. وأنتم أولى بالحق منه، فهم الذين أنزل الله تعالى فيهم:{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ ... إلى قوله تعالى: وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا} فلما قالوا ذلك لقريش سرهم ونشطوا لما دعوهم إليه وتواعدوا على وقت يخرجون فيه ثم خرج أولئك اليهود حتى جاؤا غطفان من قيس عيلان ودعوهم إلى حربه عليه السلام وأخبروهم أنهم سيكونون معهم وأن قريشا قد تابعوهم على ذلك وجعل اليهود لغطفان نصف تمر خيبر كل عام تحريضا لهم على الخروج، فخرجت قريش في أربعة آلاف وحملوا اللواء على عثمان بن أبي طلحة وقائدهم أبو سفيان، وخرجت غطفان وقائدها عيينة بن حصن بن بدر الفزاري في فزارة كسحابة قبيلة وكانوا ألفا وكتبوا إلى حلفائهم من أسد فخرج طليحة الأسدي فيمن تبعه من أسد والحارث المري بضم الميم وشد الراء في قومه وكانوا أربعمائة وهو أحد الفرسان المشهورين وأسلم بعد تبوك في وفد قومه وخرجت أشجع