مهملة من الضراحة أي المقابلة إذ هو مقابل للكعبة وسدرة المنتهى أي ينتهي علم الخلائق عندها فإليها ينتهي ما تصعد به الملائكة من الأرواح والأعمال وإليها ينتهي ما يهبط من فوقها. قال ابن عباس والمفسرون سميت بذلك لأن علم الملائكة ينتهي إليها ولم يجاوزها أحد إلا رسول الله، صلى الله تعالى عليه وسلم، والله أعلم.
والآذان بالمد جمع إذن والفيلة بكسر ففتح جمع فيل وقوله وإذا ثمرها كالقلال في رواية الدلجي وإذا نبقها والقلال بالكسر جمع قلة كقبة وقباب وفي رواية كقلال هجر بفتحتين مدينة قرب المدينة يعمل فيها القلال تسع الواحدة مزادة من الماء سميت به قلة لأنها تقل أي ترفع وتحمل وليست بهجر التي من توابع البحرين. وقوله إن الإسراء كان قبل الهجرة بسنة قاله كثير من المحدثين وذكر النووي أن معظم السلف وجمهور المحدثين والفقهاء على أن الإسراء كان بعد البعثة بستة عشر شهراً وقال السبكي الإجماع على أنه كان بمكة والذي نختاره ما قاله شيخنا الدمياطي أنه قبل الهجرة بسنة في ربيع الأول انتهى وفي روضة الأحباب أنه كان في سبع وعشرين من رجب على وفق ما عليه عمل الحرمين الشريفين؛ وقيل في ربيع الآخر وقيل في رمضان وقيل في شوال وقيل كان بعد نقض الصحيفة وأجمعوا على أنه كان بعد الوحي. وقوله ظهرت بمستوى أي صعدت بمكان عال ومستوى اسم مفعول وصريف الأقلام صوت حركتها على المخطوط فيه مما تكتبه الملائكة من أقضية الله سبحانه ووحيه وينسخ من اللوح المحفوظ وفي نسخة صرير براءين وهو أشهر في اللغة انتهى المراد منه. وقد مر كثير من الكلام على هذه القصة عند قوله شرفه الرحمن بالإسراء الخ .. (بل لم يزل)، صلى الله تعالى عليه وسلم، (يرقى) أي يصعد فوق السماوات (إلى أن نالا)، صلى الله تعالى عليه وسلم، فألفه للإطلاق (منزلة) من القرب والدنو إلى الله تعالى دنو تقريب واصطفاء ورؤية عيان لا دنو حيز ومكان جلت أي عظمت تلك المنزلة التي نالها عليه الصلاة والسلام عن أن ينالها ملك مقرب ولا نبي مرسل غيره (فلن