وشد الجيم كما في المناوي موضع بنجد فدعوهم إلى الإسلام فأبوا فقاتلوهم فهزموهم. وللعراقي:
(فبعثه ضحاكا الكلابي ... لقومه وهم بنو كلاب)
ثم بعث عيينة بن حصن الفزاري بفتح الفاء إلى بني تميم بالسقيا بضم السين المهملة وسكون القاف فتحتية مقصور قرية جامعة من عمل الفرع والسقيا أرض بني تميم وسببه أنه عليه السلام بعث بشر بن أبي سفيان الكلبي إلى ناس من خزاعة يأخذ منهم الصدقات فجمعوا له ما طلبه فاستكثره بنو تميم وقالوا ما لهذا يأخذ أموالكم منكم بالباطل, وقال الخزاعيون نحن مسلمون وهذا أمر ديننا, فقال التميميون لا يصل إلى بعير منها أبدا, فهرب الرسول ورجع. فأخبره صلى الله تعالى عليه وسلم فوثب خزاعة إلى التميميين فأخرجوهم فقال عليه السلام من هؤلاء القوم؟ فانتدب أول الناس عيينة بن حصن فبعثه في خمسين فارسا من العرب ليس فيهم مهاجري ولا أنصاري فكان يسير الليل ويكمن النهار فهجم عليهم في صحراء قد سرحوا مواشيهم فلما رأوا الجميع ولوا فأخذ عيينة بن حصن منهم أحد عشر رجلا ووجدوا في محلتهم بفتح الميم والحاء واللام المشددة أي مكان نزولهم إحدى عشرة امرأة وثلاثين صبيا فجلبهم إلى المدينة فحبسوا في دار رملة فقدم عشرة من رؤسائهم منهم عطارد بن حاجب بن زرارة قال في الإصابة وارتد عطارد بعده صلى الله تعالى عليه وسلم مع من ارتد من تميم ومع سجاج ثم أسلم وقال فيها:
(أضحت نبيتنا أنثى نطوف بها ... وأصبحت أنبياء الله ذكرانا)
(فلعنة الله رب الناس كلهم ... على سجاج ومن بالكفر أغوانا)
ومنهم الزبرقان بكسر الزاء وسكون الموحدة فراء مكسورة ابن بدر لقب بذلك لحسن وجهه واسمه الحصين والزبرقان من أسماء القمر قال:
(تضيء بها المنابر حين يرقى ... عليها مثل ضوء الزبرقان)