قوله مطروا بصيغة المجهول أي أرسل الله تعالى عليهم المطر، وهو ثلاثي وهو بمعنى الرباعي. وقال بعضهم الثلاثي في الرحمة والرباعي في الرحمة، وسبتاً بفتح المهملة وسكون الموحدة أي أسبوعاً، وإذا بالكسر لالتقاء الساكنين ظرف زمان للمضي في الموضعين والاستسقاء طلب السقي والضمير في قوله بها للراحة، ويعني بالاستسقاء بها رفعه عليه السلام لها في الاستسقاء كما يأتي. وأقلعت كفت مبني للفاعل وفاعله يعود على السحاب المفهوم من السياق، والاستصحاء طلب الصحو وهو هنا انكشاف السحاب، ومعنى البيت أن من معجزاته، صلى الله تعالى عليه وسلم، أن الناس لما قحطوا جاءه رجل فسأله السقي، وكان يخطب يوم الجمعة، رفع عليه السلام يديه وقال {اللهم اسقنا} ثلاثاً، وفي رواية اللهم أغثنا وما في السماء قزعة إذ ذاك، فأرسل الله عليهم المطر من الجمعة إلى الجمعة فلم يروا الشمس سبتاً أي أسبوعاً، فلما كانت الجمعة الثانية جاءه ذلك الرجل أو غيره فسأله أن يدعو الله أن يكشفها عنهم فدعا فانكشفت عن المدينة وخرجوا يمشون في الشمس والحديث في الموطأ والبخاري وغيرهما.
ففي البخاري عن أنس أن رجلاً دخل المدينة يوم الجمعة ورسول الله، صلى الله تعالى عليه وسلم، قائم يخطب ثم قال يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله يغيثنا فرفع رسول الله، صلى الله تعالى عليه وسلم، يديه ثم قال اللهم أغثنا ثلاثاً.
قال أنس فلا والله ما نرى في السماء من سحاب ولا قزعة، وما بيننا وبين سلع من بيت ولا دار، قال فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس ولما توسطت السماء انتشرت ثم أمطرت فلا والله ما رأينا الشمس سبتاً، ثم دخل رجل من ذلك الباب في الجمعة يعني الثانية ورسول الله، صلى الله تعالى عليه وسلم، قائم يخطب فقال يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله يمسكها عنا، قال فرفع، صلى الله تعالى عليه وسلم، يديه ثم قال: اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام