تعالى الإيمان في قلبه، فتشهد ورتبه للأذان وكان حسن الصوت جداً. ومثل هذا كثير.
(وكم من الأدواء قد أبرأتا ... في الحال بالراحة إذا لمستا)
الداء المرض جمعه أدواء وأبرأه شفاه والراحة الكف، ولمسه يلمسه ويلمسه مسه بيده قاله في القاموس، يعني وأبرأت يا رسول الله كثيراً من الأمراض حين مسسته بيدك المباركة وحصل برؤه في حال لمسك له أي في وقته فهو في المعنى مؤكد بقوله بعده إذ فمن ذلك حديث ابن عباس أن امرأة جاءت بابن لها به جنون فمسح النبي، صلى الله تعالى عليه وسلم، صدره فثع ثعة فخرج من جوفه مثل الجرو الأسود فشفي ذكره في الشفا وثع ثعة بمثلة وعين مهملة مشددة فيهما أي قاء مرة والجرو بتثليث الجيم ولد الكلب والسبوع وشفي بصيغة المجهول أي برئ من جنونه والحديث رواه أحمد والبيهقي وابن أبي شيبة قاله ابن سلطان.
ومن ذلك أن خبيب بن يساق بفتح الياء وفي نسخة بكسر الهمزة ويفتح أصيب يوم بدر بضربة على عاتقه حتى مال شقه فرده، صلى الله تعالى عليه وسلم، ونفث عليه حتى صح فانطلق فقتل الذي ضربه وتزوج ابنته بعد ذلك، وكانت تقول لا عدمت رجلاً وشجك هذا الوشاج، فيقول لا عدمت رجلاً عجل أباك إلى النار وخبيب بضم المعجمة مصفراً وهو خزرجي شهد بدراً وما بعده انظر الشفا وشرح القاري له ومن ذلك أن معاذ بن عمرو بن الجموح جاءه عليه السلام يحمل عاتقه يوم بدر فألصقه وبصق عليه فالتصق وتقدم ذلك مبسوطاً، ومن ذلك أن شرحبيل بضم أوله ويقال شراحيل الجعفي بضم الجيم كانت في كفه سلعة بكسر السين وتفتح وسكون اللام وهي زيادة تحدث بين الجلد واللحم كالغدة وكانت تمتعه القبض على السيف وعنان الدابة، شكاها للنبي، صلى الله تعالى عليه وسلم، فمازال يطحنها بيده حتى رفعه ولم يبق لها أثر. ويطحنها بفتح الحاء أي يعالجها ورفعها أزالها من كفه انظر