فسار حتى قدم دومة الجندل فمكث ثلاثة أيام يدعوهم إلى الإسلام وقد كانوا أبو أول ما قدم أن لا يعطوا إلا السيف فأسلم في اليوم الثالث رئيسهم الأصبغ بفتح الهمزة وسكون المهملة وفتح الموحدة فغين معجمة ابن عمرو بن ثعلبة وكان نصرانياً وأسلم معه كثير من قومه وأقام من أقام على إعطاء الجزية وتزوج عبد الرحمن تماضر بضم الفوقية وكسر الضاد المعجمة بنت الأسبغي قال الواقدي وهي أول كلبية نكحها قرشي، فقدم بها المدينة ففازت بشرف الصحبة، وولدت له بعد ذلك أبا سلمة بن عبد الرحمن قال الواقدي ولم تلد له غيره انظر الزرقاني.
وللحافظ العراقي نفعنا الله به:
(بعث ابن عوف بعده لكلب ... بدومة الجندل فاز الكلبي)
(أميرهم أصبغ بالإسلام ... ومعه ناس من الأقوام)
(وأمر النبي أن يصاهرا ... نكح ذاك بنت ذا تماضرا)
قوله نكح ذاك أي عبد الرحمن بنت ذا أي الأصبغ، قال الزرقاني وذكره في الشبل.
عقب هذه السرية سرية زيد إلى مدين ومعه ضميرة مولى علي بن أبي طالب وأخ له فأصاب سبياً من أهل منيا وهي السواحل وفيها جماع من الناس فبيعوا ففرق بينهم، فخرج صلى الله تعالى عليه وسلم وهم يبكون فقال ما لهم؟ فقيل فرق بينهم. فقال لا تبيعوهم إلا جميعاً. قال ابن هشام أراد الأمهات والأولاد انتهى. ولم يذكر هذه السرية في المواهب وكذا العراقي لم يذكرها هنا، بل ذكرها بعد سرية ابن عوف، سرية علي بن أبي طالب في مائة رجل في شعبان سنة ست إلى بني سعد بن بكر بن عوف لما بلغه أنهم ساعون في أن يمدوا يهود خيبر فسار على الليل وكمن النهار حتى مشى إلى الغميم بغين معجمة فميم مكسورة فميم ماء بين فدك وخيبر فوجدوا به رجلاً فقالوا من أنت؟ قال باغ، أي طالب لشيء ضل عني، فقالوا هل لك علم بما وراءك من جمع