لم يشعر بهم صلى الله عليه وسلم حين استمعوه وفى هذا ردّ على من زعم أن الجن لا تأكل ولا تشرب، قال ابن العربي من نفى عن الجن الشرب والأكل فقد وقع فى إلحاد وعدم رشاد، بل الشيطان وجميع الجن يأكلون ويشربون وينكحون ويولد لهم وذلك جائز عقلا، وتظافرت به الأحاديث فلا يخرج عن هذا إلا حمار، ومن زعم أن أكلهم شم فما شم رائحة العلم اهـ. من المواهب وشرحها.
وقال المحلي فى تفسير وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن جن نصيبين أو جن نينوى وكانوا سبعة أو تسعة وكان صلى الله عليه وسلم ببطن نخلة يصلي بأصحابه الفجر، رواه الشيخان وقال الثعالبي اختلف الرواة هل هؤلاء الجن هم الوفد أو المتجسسون والتحرير فى هذا ان النبي صلى الله عليه وسلم جاءه نفر من الجن دون أن يشعر بهم وهم المتجسسون المتفرقون من أجل رمي الشهب الذي حل بهم وهؤلاء هم المرادون بقوله قل أوحي إلي ثم بعد ذلك وفد عليه وفدهم حسب ما ورد من الآثار اهـ.
وفي الخازن بعد كلام طويل: وروي ان الجن لما رموا بالشهب بعث إبليس سرياه ليعرف الخبر فكان أول بَعث بُعث من أهل نصيبين وهم أشراف الجن وساداتهم، فبعثهم إلى تهامة ثم قال وقال جماعة بل أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينذر الجن ويدعوهم إلى الله ويقرأ عليهم القرآن فصرف الله عز وجل نفرا من الجن وهم أهل نينوى وجمعهم له فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنمى أمرت أن أقرأ على الجن الليلة فايكم يتبعنى؟ فأطرقوا، ثم استتبعتم فأطرقوا، ثم استتبعهم الثالثة فتبعه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال ابن مسعود ولم يحضر مع أحد غيرى، قال فانطلقنا حتى إذا كنا بأعلى مكة دخل نبي الله صلى الله عليه وسلم شعبا يقال له شعب الحجون وخط لى خطا ثم أمرنى أن أجلس فيه وقال لا تخرج منه حتى أعود إليك، فانطلق حتى قام عليهم فافتتح القرآن فجعلت أرى أمثال النسور تهوى وسمعت لغظا شديدا حتى خفت على نبي الله صلى الله عليه وسلم